٥قوله عز وجل { ما قطعتم من لينة } يعني من نخلة { أو تركتموها قائمة على أصولها } فلم تقطعوها { فبإذن اللّه } يعني بأمر اللّه وقال عكرمة لما دخل المسلمون على بني النضير أخذوا يقطعون النخيل فنهاهم بعضهم وتأولوا قوله تعالى { وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل } [ البقرة ٢٠٥ ] وقال بعضهم نقطع وتأولوا قوله تعالى { ولا ينالون من عدو نيلا } [ التوبة ١٢٠ ] فأنزل اللّه تعالى { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن اللّه } وقال الزهري في قوله { ما قطعتم من لينة } قال اللينة ألوان النخل كلها إلا العجوة وقال الضحاك اللينة النخلة الكرمة والشجرة الطيبة المثمرة وقال مجاهد اللينة النخلة المثمرة وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقالوا إنما هي مغانم المسلمين فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعها وبتحليل من قطعها وإنما قطعها وتركها بإذن اللّه تعالى وعن ابن عباس أنه قال أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقطع النخل فشق ذلك على بني النضير مشقة شديدة فقالوا للمؤمنين تزعمون أنكم تكرهون الفساد وأنتم تفسدون في الأرض فدعوها قائمة فإنما هي لمن غلب فنزل { ما قطعتم من لينة } واللينة هي النخلة كلها ما خلا العجوة { أو تركتموها قائمة على أصولها } وهي العجوة { فبإذن اللّه } يعني الترك والقطع بإذن اللّه وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه أمر عبد اللّه بن سلام وأبا ليلى المازني بقطع النخل فكان أبو ليلى يقطع العجوة وكان عبد اللّه بن سلام يقطع اللون فقيل لأبي ليلى لم تقطع العجوة قال لأن فيه كبت العدو وقيل لابن سلام لم تقطع اللون قال لأني أريد أن تبقى العجوة للمسلمين فأنزل اللّه تعالى رضا بما فعل الفريقان فقال اللّه { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن اللّه } ثم قال عز وجل { وليخزي الفاسقين } يعني وليذل العاصين الناقضين العهد |
﴿ ٥ ﴾