٤قوله عز وجل { إن تتوبا إلى اللّه } يعني عائشة وحفصة { فقد صغت قلوبكما } يعني مالت قلوبكما عن الحق وذكر عن الفراء أنه قال معناه إن لا تتوبا إلى اللّه { فقد صغت قلوبكما } عن الحق ويقال فيه مضمر ومعناه إن تتوبا إلى اللّه تعالى يقبل اللّه توبتكما ويقال معناه إن تتوبا إلى اللّه { فقد صغت قلوبكما } يعني مالت إلى الحق وروى الزهري عن عبد اللّه بن عباس قال كنت مع عمر حين حج فلما كنا في بعض الطريق نزل في موضع فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان قال اللّه تعالى { إن تتوبا إلى اللّه } فقال عمر رضي اللّه عنه واعجبا لك يا ابن عباس قال الزهري كأنه كره ما سأله عنه ولم يكتمه قال هي حفصة وعائشة ثم قال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفقن نساؤنا يتعلمن من نسائهم فغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فواللّه إن أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل فدخلت على حفصة فذكرت لها فقالت نعم فقلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسرت أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا تراجعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك قال وكان لي جار من الأنصار يأتيني بخبر الوحي وأتاه بمثل ذلك فأتاني يوما فناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر عظيم فقلت ماذا قال طلق النبي صلى اللّه عليه وسلم نساءه فقلت خابت حفصة وخسرت فدخلت على حفصة وهي تبكي فقلت أطلقكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت لا أدري هو ذا معتزلا في هذه المشربة فأتيته فدخلت فسلمت عليه فإذا هو متكئ على رمل حصير قد أثر في جنبه فقلت أطلقت نساءك يا رسول اللّه قال لا فقلت اللّه أكبر لو رأيتنا يا رسول اللّه وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجودته حتى نزل { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اللّه لك } إلى قوله تعالى { إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما } ثم قال { وإن تظاهرا عليه } يعني تعاونا على أذاه ومعصيته فيكون مثلكما كمثل امرأة نوح وامرأة لوط تعملان عملا تؤذيان بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ عاصم وحمزة والكسائي { تظاهرا } بالتخفيف وقرأ نافع وأبو عمرو بالتشديد وكذلك إبن كثير وابن عامر في إحدى الروايتين لأن أصله تتظاهران { فإن اللّه هو مولاه } يعني وليه وناصره { وجبريل وصالح المؤمنين } يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وأصحابه رضي اللّه عنهم ينصرونه قال حدثنا الفقيه ابن جعفر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن حمدان قال حدثنا أحمد بن جرير قال حدثنا سعيد بن هشام قال حدثنا هشام بن عبد الملك عن محمد بن أبان عن عبد اللّه بن عثمان عن عكرمة في قوله { وصالح المؤمنين } قال أبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما قال عبد اللّه فذكرت ذلك لسعيد بن جبير قال صدق عكرمة |
﴿ ٤ ﴾