٣

قوله عز وجل { وأنه تعالى جد ربنا } أي ارتفعت عظمة ربنا

ويقال ارتفع ذكره ويقال ارتفع ملكه وسلطانه

{ ما اتخذ صاحبة ولا ولدا } يعني لم يتخذ زوجة ولا ولدا كما زعم الكفار

واتفق القراء في قوله { أنه استمع } على نصب الألف لأن معناه قل أوحي إلي بأنه استمع

واتفقوا في قوله { إنا سمعنا } على الكسرة لأنه على معنى الابتداء

واختلفوا فيما سوى ذلك

قرأ حمزة والكسائي وابن عامر كلها بالنصب بناء على قوله " أنه استمع " بالنصب إلا في حرفين أحدهما " فإن له نار جهنم " بالكسر والأخرى قوله " فإنه يسلك من

بين يديه ) [ الجن ٢٧ ] بالكسر على معنى الابتداء

وقرأ أبو عمرو وإبن كثير كلها بالكسر إلا في أربعة أحرف { قل أوحي إلى أنه استمع } { وألوا استقاموا } [ الجن ١٦ ] { وأن المسجد } [ الجن ١٨ ] { وأنه لما قام عبد اللّه يدعوه } [ الجن ١٩ ]

قرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع في إحدى الروايتين هكذا إلا في قوله { وأنه لما قام عبد اللّه } وإنما اختاروا الكسر لهذه الأحرف بناء على قوله { إنا سمعنا } وقال أبو عبيدة ما كان من قول الجن فهو كسر ويكون معناه وقالوا إنه تعالى وقالوا { إنه كان يقول } وما كان محمولا على قوله { أوحي إلي } فهو نصب على معنى أوحي إلي أنه

﴿ ٣