سورة الشرحوهي ثمان آيات مكية ١
فقال اللّه تعالى { ألم يجدك يتيما فآوى } قلت بلى قال { ووجدك ضالا فهدى } [ الضحى ٧ ] قلت بلى قال { ووجدك عائلا فأغنى } [ الضحى ٨ ] قلت بلى قال { ألم نشرح لك صدرك } الآية وروي عن بعض المتقدمين أنه قال سورة التوبة والأنفال بمنزلة سورة واحدة وسورة ألم نشرح لك والضحى بمنزلة سورة واحدة وسورة لإيلاف قريش وألم تر كيف بمنزلة سورة واحدة قال { ألم نشرح لك صدرك } يعني ألم نوسع قلبك بالتوحيد والإيمان وهذا قول مقاتل وقال الكلبي أتاه جبريل فشرح صدره حتى أبدى قلبه ثم جاء بدلو من ماء زمزم فغسله وأنقاه مما فيه ثم جاء بطشت من ذهب قد ملئ علما وإيمانا فوضعه فيه ويقال الانشرح للعلم حتى علم أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكان مؤمنا من وقت الميثاق فشق صدره على جهة المثل فيعبر به عنه وقال { ألم نشرح لك } يعني ألم نلين قلبك بقبول الوحي وحب الخيرات ويقال معناه ألم نطهر قلبك حتى لا تؤذيك الوسواس كسائر الناس ويقال { ألم نشرح } يعني نوسع لك قلبك بالعلم كقوله { وعلمك ما لم تكن تعلم } [ النساء ١١٣ ] ٢ثم قال { ووضعنا عنك وزرك } يعني غفرنا لك ذنبك كقوله { ليغفر لك اللّه ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [ الفتح ٢ ] ويقال غفرنا لك ذنبك أي زلتك بترك الاستثناء ويقال معناه { ووضعنا عنك وزرك } يعني عصمناك من الذنوب { الذي أنقض ظهرك } لو لم يعصمك اللّه لأثقل ظهرك ويقال معناه أخرجنا من قلبك الأخلاق السيئة وطبائع السوء ٣{ الذي أنقض ظهرك } يعني التي لو لم ننزعها عن قلبك لأثقل عليك حمل النبوة والرسالة ٤ثم قال { ورفعنا لك ذكرك } يعني في التأذين والخطب حتى لا أذكر إلا وذكرت معي يعني أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمدا رسول اللّه في كل يوم خمس مرات في الأذان والإقامة ٥قوله تعالى { فإن مع العسر يسرا } يعني مع الشدة سعة يعني بعد الشدة سعة في الدنيا ويقال بعد شدة الدنيا سعة في الآخرة يعني إذا احتمل المشقة في الدنيا ينال الجنة في الآخرة ٦ثم قال عز وجل { إن مع العسر يسرا } على وجه التأكيد وروي عن ابن عباس أنه قال لا يغلب العسر يسرين وروى مبارك بن فضالة عن الحسن قال كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين وقال ابن مسعود لو كان العسر في حجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه لأن اللّه تعالى يقول { إن مع العسر يسرا } ويقال { إن مع العسر } وهو إخراج أهل مكة النبي صلى اللّه عليه وسلم { يسرا } وهو دخوله يوم فتح مكة مع عشرة آلاف رجل في عز وشرف ٧ثم قال عز وجل { فإذا فرغت فانصب } يعني إذا فرغت من الجهاد فاجتهد في العبادة { وإلى ربك فارغب } يعني اطلب المسألة إليه قال قتادة { فإذا فرغت } من الصلاة { فانصب } في الدعاء وهكذا قال الضحاك وقال مجاهد { فإذا فرغت } من أشغال نفسك { فانصب } يعني فصل { فإذا فرغت } من الفرائض { فانصب } في الفضائل ويقال { فإذا فرغت } من الصلاة { فانصب } نفسك للدعاء والمسألة ٨{ وإلى ربك فارغب } يعني إلى اللّه فارغب في الدعاء برفع حوائجك إليه واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾