٤ثم قال عز وجل { تنزل الملائكة } يعني تتنزل الملائكة من كل سماء ومن سدرة المنتهى وهو مسكن جبريل على وسطها فينزلون إلى الأرض ويدعون الخلق ويؤمنون بدعائهم إلى وقت طلوع الفجر فذلك قوله { تنزل الملائكة والروح فيها } يعني جبريل معهم وذكر في الخبر أن جبريل عليه السلام وقف على سطح الكعبة ونشر جناحيه فبلغ أحدهما المشرق والآخر المغرب وقال بعضهم { الروح } خلق يشبه الملائكة وجهه يشبه وجه بني آدم وقال بعضهم هو ما قال اللّه تعالى { قل الروح من أمر ربي } [ الإسراء ٨٥ ] وقال مجاهد ما نزل ملك إلا ومعه روح ولهم أيد وأرجل وهم موكلون على الملائكة كما أن الملائكة موكلون على بني آدم ثم قال عز وجل { بإذن ربهم } يعني ينزلون بأمر ربهم { من كل أمر سلام } يعني تلك الليلة من كل أمر { سلام } يعني سلامة في هذه الليلة لأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ويقال ( سلام ) يعني لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها شرا وقال القتبي { من } توضع موضع الباء يعني بكل أمر هي أي بكل خير { هي حتى مطلع الفجر } وقال مجاهد من كل أمر سلام وسلام من أن يحدث فيها أذى أو يستطيع الشيطان أن يعمل فيها ويقال معناه { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } وقد تم الكلام يعني ينزلون فيها من كل أمر من الرخصة وبكل أمر قدره اللّه تعالى في تلك الليلة إلى قابل |
﴿ ٤ ﴾