سورة العصر

مكية وهي ثلاث آيات

١

قول اللّه تبارك وتعالى { والعصر } قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه يعني الدهر وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنه قال يعني صلاة العصر وذلك أن أبا بكر رضي اللّه عنه لما أسلم قالوا خسرت يا أبا بكر حين تركت دين آبائك فقال أبو بكر رضي اللّه عنه ليس الخسارة في قبول الحق إنما الخسارة في عبادة الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنكم فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية

{ والعصر } أقسم اللّه تعالى بصلاة العصر

٢

 { إن الإنسان لفي خسر } يعني أن الكافر لفي خسارة

وروي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال { إن الإنسان لفي خسر } يعني الناس كلهم

٣

ثم استثنى فقال عز وجل { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فإنهم غير منقوصين

كما قال اللّه تعالى { ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } يعني يكتب لهم ثواب عملهم وإن ضعفوا عن العمل

قال الزجاج { إن الإنسان } أراد به الناس والخسر والخسران واحد ومعناه إن الإنسان الكافر والعاملين بغير طاعة اللّه تعالى لفي خسر

وروي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه قرأ والعصر ونوايب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه لفي لعنة إلى آخر الدهر ويقال أقسم اللّه تعالى بخالق الدهر فقال { إن الإنسان لفي خسر } يعني أبا جهل والوليد بن المغيرة ومن كان في مثل حالهم ثم استثنى المؤمنين فقال { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضوان اللّه تعالى عليهم { وتواصوا بالحق } يعني تحاثوا على القرآن يعني يرغبون الناس في الإيمان والأعمال الصالحة { وتواصوا بالصبر } يعني تحاثوا على الصبر على عبادة اللّه تعالى وعلى الشدائد فيرغبون الناس على ذلك

ويقال { وتواصوا بالصبر } على المكاره فإن الجنة حفت بالمكاره واللّه الموفق بمنه

﴿ ٠