سورة الكوثرمكية وهي ثلاث آيات ١قول اللّه تبارك وتعالى { إنا أعطيناك الكوثر } يعني الخير الكثير لفضيلة القرآن ويقال العلم وقال القتبي أحسبه فوعل من الكثرة والخير الكثير وقال مقاتل { إنا أعطيناك الكوثر } أراد به نهرا في الجنة طينه مسك أذفر ورضراضه اللؤلؤ أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وروى عطاء بن السائب عن محمد بن زياد عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهم قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه الذهب ومجراه على الدر والياقوت ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل تربته أطيب من المسك ) وروي عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ( بينما أنا أسير في الجنة فإذا بنهر حافتاه من اللؤلؤ المجوف يعني الخيام قلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ) ٢ثم قال عز و جل { فصل لربك } يعني صل للّه الصلوات الخمس { وانحر } قال بعضهم انحر نفسك يعني اجتهد في الطاعة وقال بعضهم { وانحر } يعني استقبل بنحرك القبلة وقال بعضهم { وانحر } يعني البدنة واعرف هذه الكرامة من اللّه تعالى وأطعه انحر يعني استقبل بنحرك القبلة وقال بعضهم وانحر يعني البدنة يعني اعرف هذه الكرامة من اللّه تعالى وأطعه وقال بعضهم { وانحر } صل صلاة العيد يوم النحر وانحر البدنة ٣ثم قال عز وجل { إن شانئك هو الأبتر } يعني مبغضك وهو العاص بن وائل السهمي { هو الأبتر } يعني الأبتر من الخير وذلك أن العاص بن وائل السهمي كان يقول لأصحابه هذا الأبتر الذي لا عقب له فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاغتم لذلك فنزل { إن شانئك هو الأبتر } وأنت يا محمد صلى اللّه عليه وسلم ستذكر معي إذا ذكرت فرفع اللّه ذكره في كل مواطن ويقال { فصل لربك وانحر } بأن يستوي بين السجدتين حتى يبدي نحره فخاطب بذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم والمراد به جميع الأمة كما قال { يا أيها الرسل } وأراد به هو وأصحابه وروي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه في قوله { فصل لربك وانحر } قال يعني ضع اليمين على الشمال في الصلاة { إن شانئك هو الأبتر } في ماله وولده وأهله والبتر في اللغة الاستئصال والقطع وقال قتادة { الأبتر } الحقير الرقيق الذليل واللّه أعلم |
﴿ ٠ ﴾