سورة النصر

وهي ثلاث آيات مكية

١

قول اللّه تبارك وتعالى { إذا جاء نصر اللّه } وروى عبد الملك بن سليمان قال سمعت سعيد بن جبير يقول كان أناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس دونهم وكان يسأله فقال عمر أما أنا سأريكم منه اليوم ما تعرفون به فضله فسأله عن هذه السورة { إذا جاء نصر اللّه والفتح } قال بعضهم أمر اللّه تعالى نبيه محمدا صلى اللّه عليه وسلم { إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجا } أن تحمده وتستغفره فقال يا ابن عباس ألا تتكلم فقال أعلمه اللّه متى يموت فقال { إذا جاء نصر اللّه والفتح } فهي آيتك من الموت

{ فسبح بحمد ربك } قال مقاتل لما نزلت هذه السورة قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أصحابه أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما فاستبشروا فسمع بذلك ابن عباس فبكى فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ( ما يبكيك ) فقال نعيت نفسك فقال ( صدقت ) فعاش بعد هذه السورة سنتين

وروى أبو عبيد بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يكثر أن يقول ( سبحانك ربي وبحمدك اللّه م اغفر لي ) وقال علي رضي اللّه عنه لما نزلت هذه السورة مرض النبي صلى اللّه عليه وسلم فخرج إلى الناس فخطبهم وودعهم ثم دخل المنزل وتوفي بعد أيام

وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنه قال في قوله تعالى { إذا جاء نصر اللّه } يعني إذا أتاك نصر من اللّه تعالى على الأعداء من قريش وغيرهم { والفتح } يعني فتح مكة والطائف وغيرها

﴿ ١