سورة الإخلاص

مختلف فيها وهي أربع آيات مكية

١

قول اللّه تبارك وتعالى { قل هو اللّه أحد } وذلك أن قريشا قالوا له صف لنا ربك الذي تعبده وتدعونا إليه ما هو فأنزل اللّه تعالى { قل هو اللّه أحد } يعني قل يا محمد للكفار إن ربي الذي أعبده { هو اللّه أحد } يعني فرد لا نظير له ولا شبيه ولا شريك ولا معين له

٢

ثم قال عز وجل { اللّه الصمد } يعني الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب

وقال السدي وعكرمة ومجاهد { الصمد } الذي لا جوف له وعن قتادة قال كان إبليس لعنه اللّه ينظر إلى آدم عليه السلام ودخل في فيه وخرج من دبره يعني حين كان صلصالا فقال للملائكة لا ترهبوا من هذا فإن ربكم صمد وهذا أجوف

وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال { الصمد } الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ويتضرعون إليه عند مسألتهم

وقال أبو وايل { الصمد } السيد الذي انتهى سؤدده وكذلك قال سعيد بن جبير

وقال الحسن البصري { الصمد } الدائم وقال قتادة { الصمد } الباقي ويقال الكافي

وقال محمد بن كعب القرظي { الصمد } الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

ويقال { الصمد } التام في سؤدده

وروي عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه قال { الصمد } الذي لا يخاف من فوقه ولا يرجو من تحته ويصمد إليه في الحوائج

٣

ثم قال تعالى { لم يلد ولم يولد } يعني لم يكن له ولد يرث ملكه

{ ولم يولد } يعني لم يكن له والد يرث عنه ملكه

٤

 { ولم يكن له كفوا أحد } يعني لم يكن له نظير ولا شريك فينازعه في عظمته وملكه

وقال مقاتل إن مشركي العرب قالوا إن الملائكة كذا وكذا وقالت اليهود والنصارى في عزير والمسيح ما قالوا فكذبهم اللّه تعالى وأبرأ نفسه مما قالوا فقال { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد } قرأ عاصم في رواية حفص { كفوا } بغير همزة وقرأ حمزة { كفوا } بسكون الفاء مهموزا والباقون بضم الفاء مهموزا بهمزة وكل ذلك يرجع إلى معنى واحد

وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال من قرأ { قل هو اللّه أحد } بعد صلاة الفجر إحدى عشرة مرة لم يلحقه ذنب يومئذ ولو اجتهد الشيطان

وروي عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ( أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة ) فقيل يا رسول اللّه من يطيق ذلك قال ( أن يقرأ قل هو اللّه أحد ثلاث مرات ) وروي عن ابن شهاب عن الزهري رضي اللّه عنه قال بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ( من قرأ قل هو اللّه أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن )

واللّه أعلم

﴿ ٠