٥٢القول فـي تأويـل قوله تعالى: {ثُمّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ } وتأويـل قوله: ثُمّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلكَ يقول: تركنا معاجلتكم بـالعقوبة من بعد ذلك، أي من بعد اتـخاذكم العجل إلها. كما: ٦٥٦ـ حدثنـي به الـمثنى بن إبراهيـم قال: حدثنا آدم العسقلانـي، قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربـيع، عن أبـي العالـية: ثُمّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ يعنـي من بعد ما اتـخذتـم العجل. وأما تأويـل قوله: لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ فإنه يعنـي به: لتشكروا. ومعنى (لعل) فـي هذا الـموضع معنى (كي)، وقد بـينت فـيـما مضى قبل أن أحد معانـي (لعل) (كي) بـما فـيه الكفـاية عن إعادته فـي هذا الـموضع. فمعنى الكلام إذا: ثم عفونا عنكم من بعد اتـخاذكم العجل إلها لتشكرونـي علـى عفوي عنكم، إذ كان العفو يوجب الشكر علـى أهل اللبّ والعقل. |
﴿ ٥٢ ﴾