٥٣القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ } يعنـي بقوله: وَإذْ آتَـيْنَا مُوسَى الكِتابَ واذكروا أيضا إذ آتـينا موسى الكتاب والفرقان. ويعنـي بـالكتاب: التوراة، وبـالفرقان: الفصل بـين الـحقّ والبـاطل. كما: ٦٥٧ـ حدثنـي الـمثنى بن إبراهيـم، قال: حدثنا آدم قال: حدثنا أبو جعفر، عن الربـيع بن أنس، عن أبـي العالـية، في قوله: وَإذْ آتَـيْنَا مُوسَى الكِتابَ والفُرْقانَ قال: فرق به بـين الـحقّ والبـاطل. ٦٥٨ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو البـاهلـي، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد في قول اللّه : وَإذْ آتَـيْنَا مُوسَى الكِتابَ وَالفُرْقانَ قال: الكتاب: هو الفرقان، فرقان بـين الـحق والبـاطل. حدثنـي الـمثنى قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد مثله. وحدثنـي القاسم بن الـحسن، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد قوله: وَإذْ آتَـيْنَا مُوسَى الكِتابَ وَالفُرْقان قال: الكتاب: هو الفرقان، فرق بـين الـحقّ والبـاطل. ٦٥٩ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: و قال ابن عبـاس : الفرقان: جماع اسم التوراة والإنـجيـل والزبور والفرقان. وقال ابن زيد فـي ذلك بـما: ٦٦٠ـ حدثنـي به يونس بن عبد الأعلـى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سألته، يعنـي ابن زيد، عن قول اللّه عز وجل: وَإذْ آتَـيْنَا مُوسى الكتابَ والفُرْقانَ فقال: أما الفرقان الذي قال اللّه جل وعز: يَوْمَ الفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَـى الـجَمْعانِ فذلك يوم بدر، يوم فرق اللّه بـين الـحق والبـاطل، والقضاءُ الذي فرق به بـين الـحق والبـاطل قال: فكذلك أعطى اللّه موسى الفرقان، فرق اللّه بـينهم، وسلـمه اللّه وأنـجاه فرق بـينهم بـالنصر، فكما جعل اللّه ذلك بـين مـحمد والـمشركين، فكذلك جعله بـين موسى وفرعون. قال أبو جعفر: وأولـى هذين التأويـلـين بتأويـل الآية ما رُوي عن ابن عبـاس وأبـي العالـية ومـجاهد، من أن الفرقان الذي ذكر اللّه أنه آتاه موسى فـي هذا الـموضع هو الكتاب الذي فرق به بـين الـحقّ والبـاطل، وهو نعت للتوراة وصفة لها. فـيكون تأويـل الآية حينئذ: وإذ آتـينا موسى التوراة التـي كتبناها له فـي الألواح، وفرقنا بها بـين الـحقّ والبـاطل. فـيكون الكتاب نعتا للتوراة أقـيـم مقامها استغناءً به عن ذكر التوراة، ثم عطف علـيه بـالفرقان، إذ كان من نعتها. وقد بـينا معنى الكتاب فـيـما مضى من كتابنا هذا، وأنه بـمعنى الـمكتوب. وإنـما قلنا هذا التأويـل أولـى بـالآية وإن كان مـحتـملاً غيره من التأويـل، لأن الذي قبله ذكر الكتاب، وأن معنى الفرقان الفصل، وقد دللنا علـى ذلك فـيـما مضى من كتابنا هذا، فإلـحاقه إذ كان كذلك بصفة ما ولـيه أَوْلـى من إلـحاقه بصفة ما بعد منه. وأما تأويـل قوله: لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ فنظير تأويـل قوله تعالى: لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ ومعناه لتهتدوا. وكأنه قال: واذكروا أيضا إذ آتـينا موسى التوراة التـي تفرق بـين الـحقّ والبـاطل لتهتدوا بها وتتبعوا الـحقّ الذي فـيها لأنـي جعلتها كذلك هدى لـمن اهتدى بها واتبع ما فـيها. |
﴿ ٥٣ ﴾