١٢١

القول فـي تأويـل قوله تعالى:

{الّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ >}

اختلف أهل التأويـل فـي الذين عناهم اللّه جل ثناؤه بقوله: الّذِينَ آتَـيْنَاهُمُ الكِتابَ

فقال بعضهم: هم الـمؤمنون برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وبـما جاء به من أصحابه: ذكر من قال ذلك:

١٤٢٩ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله: الّذِينَ آتَـيْنَاهُمُ الكِتابَ هؤلاء أصحاب نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، آمنوا بكتاب اللّه وصدّقوا به.

وقال آخرون: بل عنى اللّه بذلك علـماء بنـي إسرائيـل الذين آمنوا بـاللّه وصدّقوا رُسُلَه، فأقرّوا بحكم التوراة، فعملوا بـما أمر اللّه فـيها من اتّبـاع مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، والإيـمان به، والتصديق بـما جاء به من عند اللّه . ذكر من قال ذلك:

١٤٣٠ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: الّذِينَ آتَـيْنَاهُمُ الكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرُ بِهِ فـاولَئِكَ هُمُ الـخاسِرُونَ قال: من كفر بـالنبـيّ صلى اللّه عليه وسلم من يهود فأولئك هم الـخاسرون.

وهذا القول أولـى بـالصواب من القول الذي قاله قتادة لأن الاَيات قبلها مضت بأخبـار أهل الكتابـين، وتبديـل من بدل منهم كتاب اللّه ، وتأوّلهم إياه علـى غير تأويـله، وادّعائهم علـى اللّه الأبـاطيـل. ولـم يَجْرِ لأصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم فـي الآية التـي قبلها ذكر، فـيكون قوله: الّذِينَ آتَـيْنَاهُمُ الكِتابَ موجها إلـى الـخبر عنهم، ولا لهم بعدها ذكر فـي الآية التـي تتلوها، فـيكون موجها ذلك إلـى أنه خبر مبتدأ عن قصص أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد انقضاء قصص غيرهم، ولا جاء بأن ذلك خبر عنهم أثر يجب التسلـيـم له. فإذا كان ذلك كذلك، فـالذي هو أولـى بـمعنى الآية أن يكون موجها إلـى أنه خبر عمن قَصّ اللّه جل ثناؤه فـي الآية قبلها والآية بعدها، وهم أهل الكتابـين: التوراة والإنـجيـل. وإذا كان ذلك كذلك،

فتأويـل الآية: الذين آتـيناهم الكتاب الذي قد عرفته يا مـحمد، وهو التوراة، فقرءوه واتبعوا ما فـيه، فصدّقوك وآمنوا بك، وبـما جئت به من عندي، أولئك يتلونه حقّ تلاوته. وإنـما أدخـلت الألف واللام فـي (الكتاب) لأنه معرفة، وقد كان النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه عرفوا أي الكتب عنى به.

القول فـي تأويـل قوله تعالى: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ.

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله عزّ وجل: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ

فقال بعضهم: معنى ذلك يتبعونه حقّ اتبـاعه. ذكر من قال ذلك:

١٤٣١ـ حدثنـي مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنـي ابن أبـي عديّ، وعبد الأعلـى، وحدثنا عمرو بن علـيّ، قال: حدثنا ابن أبـي عديّ جميعا، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبـاس : يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ يتبعونه حَقّ اتبـاعه.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا داود، عن عكرمة بـمثله.

وحدثنا عمرو بن علـيّ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا داود بن أبـي هند، عن عكرمة بـمثله.

١٤٣٢ـ حدثنـي الـحسن بن عمرو العنقزي، قال: حدثنـي أبـي، عن أسبـاط، عن السدي، عن أبـي مالك، عن ابن عبـاس في قول اللّه عز وجل: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يحلون حلاله ويحرّمون حرامه ولا يحرفون.

حدثنـي موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي، قال: قال أبو مالك: إن ابن عبـاس قال فـي: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ فذكر مثله إلا أنه قال: ولا يحرّفونه عن مواضعه.

١٤٣٣ـ حدثنا عمرو بن علـيّ، قال: حدثنا الـمؤمل، قال: حدثنا سفـيان قال: حدثنا يزيد، عن مرّة، عن عبد اللّه في قول اللّه عز وجل: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه.

١٤٣٤ـ حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، عن أبـي العالـية، قال: قال عبد اللّه بن مسعود: والذي نفسي بـيده إن حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله اللّه ، ولا يحرّف الكلـم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا علـى غير تأويـله.

حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة ومنصور بن الـمعتـمر، عن ابن مسعود في قوله: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه، ولا يحرّفه عن مواضعه.

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا الزبـيري، قال: حدثنا عبـاد بن العوّام عمن ذكره، عن عكرمة، عن ابن عبـاس : يَتْلُونَهُ حَق تِلاوَتِهِ يتبعونه حقّ اتبـاعه.

١٤٣٥ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبـاد بن العوّام، عن الـحجاح، عن عطاء، بـمثله.

١٤٣٦ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفـيان، عن منصور، عن أبـي رزين في قوله: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه.

حدثنا عمرو بن علـيّ، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفـيان، وحدثنـي الـمثنى، قال: حدثنـي أبو نعيـم، قال: حدثنا سفـيان، وحدثنـي نصر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: حدثنا يحيى بن إبراهيـم، عن سفـيان قالوا جميعا: عن منصور، عن أبـي رزين، مثله.

١٤٣٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن مـجاهد: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ قال: عَمَلاً به.

١٤٣٨ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا عبد الـملك، عن قـيس بن سعد: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه ألـم تر إلـى قوله: وَالقَمَرِ إذَا تَلاها يعنـي الشمس إذا تبعها القمر.

١٤٣٩ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن عبد الـملك بن أبـي سلـيـمان، عن عطاء وقـيس بن سعد، عن مـجاهد في قوله: يَتْلُونَهُ حَق تِلاَوَتِهِ قال: يعملون به حق عمله.

١٤٤٠ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عبد الـملك، عن قـيس بن سعد، عن مـجاهد، قال: يتبعونه حق اتبـاعه.

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد مثله.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ يعملون به حقّ عمله.

حدثنا عمرو بن علـيّ، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيـل، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن مـجاهد في قوله: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه.

حدثنـي عمرو، قال: حدثنا أبو قتـيبة، قال: حدثنا الـحسن بن أبـي جعفر، عن أبـي أيوب، عن أبـي الـخـلـيـل، عن مـجاهد: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه.

حدثنا عمرو، قال: حدثنا يحيى القطان، عن عبد الـملك، عن عطاء قوله: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه، يعملون به حقّ عمله.

١٤٤١ـ حدثنا سفـيان بن وكيع، قال: حدثنـي أبـي، عن الـمبـارك، عن الـحسن: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ قال: يعملون بـمـحكمه ويؤمنون بـمُتشابهه، ويكلون ما أشكل علـيهم إلـى عالـمه.

١٤٤٢ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ قال: أحلوا حلاله، وحرّموا حرامه، وعملوا بـما فـيه ذكر لنا أن ابن مسعود كان

يقول: إن حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله، ويحرّم حرامه، وأن يقرأه كما أنزله اللّه عز وجل، ولا يحرّفه عن مواضعه.

حدثنا عمرو، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا الـحكم بن عطية، سمعت قتادة

يقول: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه، قال: اتبـاعه يحلون حلاله، ويحرّمون حرامه، ويقرءونه كما أنزل.

١٤٤٣ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم عن داود، عن عكرمة في قوله: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ قال: يتبعونه حقّ اتبـاعه، أما سمعت قول اللّه عز وجل: وَالقَمَرِ إذَا تَلاهَا؟ قال: إذا تبعها.

وقال آخرون يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاَوَتِهِ: يقرءونه حقّ قراءته.

والصواب من

القول فـي تأويـل ذلك أنه بـمعنى: يتبعونه حقّ اتبـاعه، من قول القائل: ما زلت أتلو أَثَره، إذا اتبع أثره لإجماع الـحجة من أهل التأويـل علـى أن ذلك تأويـله. وإذا كان ذلك تأويـله، فمعنى الكلام: الذين آتـيناهم الكتاب يا مـحمد من أهل التوراة الذين آمنوا بك وبـما جئتهم به من الـحقّ من عندي، يتبعون كتابـي آتـيناهم الكتاب يا مـحمد من أهل التوراة الذين آمنوا بك وبـما جئتهم به من الـحقّ من عندي، يتبعون كتابـي الذي أنزلته علـى رسولـي موسى صلوات اللّه علـيه، فـيؤمنون به، ويقرّون بـما فـيه من نعتك وصفتك، وأنك رسولـي فُرض علـيهم طاعتـي فـي الإيـمان بك والتصديق بـما جئتهم به من عندي، ويعملون بـما أحللتُ لهم، ويجتنبون ما حرّمت علـيهم فـيه، ولا يحرّفونه عن مواضعه ولا يبدّلونه ولا يغيرونه كما أنزلته علـيهم بتأويـل ولا غيره.

أما قوله: حَقّ تِلاَوَتِهِ فمبـالغة فـي صفة اتبـاعهم الكتاب ولزومهم العمل به، كما يقال: إن فلانا لعالـم حَقّ عالـم، وكما يقال: إن فلانا لفـاضلٌ كلّ فـاضل.

وقد اختلف أهل العربـية فـي إضافة (حقّ) إلـى الـمعرفة، فقال بعض نـحويـي الكوفة: غير جائزة إضافته إلـى معرفة لأنه بـمعنى (أي)، وبـمعنى قولك: (أفضل رجل فلان)، و(أفعل) لا يضاف إلـى واحد معرفة لأنه مبعض، ولا يكون الواحد الـمبعض معرفة. فأحالوا أن يقال: (مررت بـالرجل حقّ الرجل، ومررت بـالرجل جدّ الرجل)، كما أحالوا (مررت بـالرجل أي الرجل)، وأجازوا ذلك فـي (كل الرجل) و(عين الرجل) و(نفس الرجل)، و

قالوا: إنـما أجزنا ذلك لأن هذه الـحروف كانت فـي الأصل توكيدا، فلـما صِرْن مُدوحا تُركن مدوحا علـى أصولهن فـي الـمعرفة. وزعموا أن قوله: يَتْلُونَهُ حَقّ تِلاوَتِهِ إنـما جازت إضافته إلـى التلاوة، وهي مضافة إلـى معرفة لأن العرب تعتدّ بـالهاء إذا عادت إلـى نكرة بـالنكرة، فـيقولون: (مررت برجل واحد أُمّه، ونسيج وحده، وسيد قومه).

قالوا: فكذلك قوله: حَقّ تلاوَته إنـما جازت إضافة (حقّ) إلـى التلاوة وهي مضافة إلـى (الهاء)، لاعتداد العرب ب(الهاء) التـي فـي نظائرها فـي عداد النكرات.

قالوا: ولو كان ذلك حق التلاوة لوجب أن يكون جائزا: (مررت بـالرجل حقّ الرجل)، فعلـى هذا القول تأويـل الكلام: الذين آتـيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوة.

وقال بعض نـحويـي البصرة: جائزةٌ إضافةُ حقّ إلـى النكرات مع النكرات، ومع الـمعارف إلـى الـمعارف وإنـما ذلك نظير قول القائل: مررت بـالرجل غلام الرجل، وبرجل غلام رجل. فتأويـل الآية علـى قول هؤلاء: الذين آتـيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته.

وأولـى ذلك بـالصواب عندنا القول الأول لأن معنى قوله: حَقّ تِلاَوَتِهِ أي تلاوة، بـمعنى مدح التلاوة التـي تلوها وتفضيـلها. (وأيّ) غير جائزة إضافتها إلـى واحد معرفة عند جميعهم، وكذلك (حقّ) غير جائزة إضافتها إلـى واحد معرفة، وإنـما أضيف فـي حقّ تلاوته إلـى ما فـيه الهاء لـما وصفت من العلة التـي تقدم بـيانها.

القول فـي تأويـل قوله تعالى: أولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.

قال أبو جعفر: يعنـي جل ثناءه بقوله: أُولَئِكَ هؤلاء الذين أخبر عنهم أنهم يتلون ما آتاهم من الكتاب حق تلاوته.

وأما قوله: يُؤْمِنُونَ بِهِ فإنه يعنـي يصدّقون به. والهاء التـي في قوله (به) عائدة علـى الهاء التـي فـي (تلاوته)، وهما جميعا من ذكر الكتاب الذي قاله اللّه : الّذِينَ آتَـيْنَاهُم الكِتابَ

 فأخبر اللّه جل ثناؤه أن الـمؤمن بـالتوراة هو الـمتبع ما فـيها من حلالها وحرامها، والعامل بـما فـيها من فرائض اللّه التـي فرضها فـيها علـى أهلها، وأن أهلها الذين هم أهلها من كان ذلك صفته دون من كان مـحرّفـا لها مبدلاً تأويـلها مغيرا سننها تاركا ما فرض اللّه فـيها علـيه.

وإنـما وصف جل ثناؤه من وصف بـما وصف به من متبعي التوراة، وأثنى علـيهم بـما أثنى به علـيهم لأن فـي اتبـاعها اتبـاع مـحمد نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتصديقه، لأن التوراة تأمر أهلها بذلك وتـخبرهم عن اللّه تعالـى ذكره بنبوّته وفرض طاعته علـى جميع خـلق اللّه من بنـي آدم، وإن فـي التكذيب بـمـحمد التكذيب لها. فأخبر جل ثناؤه أن متبعي التوراة هم الـمؤمنون بـمـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وهم العاملون بـما فـيها. كما:

١٤٤٤ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ قال: من آمن برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من بنـي إسرائيـل، وبـالتوراة، وأن الكافر بـمـحمد صلى اللّه عليه وسلم هو الكافر بها الـخاسر، كما قال جل ثناؤه: ومَنْ يَكْفُرْ بِهِ فـاولَئِكَ هُمُ الـخاسِرُونَ.

القول فـي تأويـل قوله تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَـاولَئِكَ هُمُ الـخَاسِرُونَ.

يعنـي جل ثناؤه بقوله: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ومن يكفر بـالكتاب الذي أخبر أنه يتلوه من آتاه من الـمؤمنـين حقّ تلاوته. ويعنـي بقوله جل ثناؤه: يَكْفُرْ يجحد ما فـيه من فرائض اللّه ونبوّة مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وتصديقه، ويبدّله، فـيحرّف تأويـله أولئك هم الذين خسروا علـمهم وعملهم فبخسوا أنفسهم حظوظها من رحمة اللّه واستبدلوا بها سخط اللّه وغضبه.

وقال ابن زيد في قوله بـما:

١٤٤٥ـ حدثنـي به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فـاولَئِكَ هُمُ الـخَاسِرُونَ قال: من كفر بـالنبـي صلى اللّه عليه وسلم من يهود، فَـاولَئِكَ هُمُ الـخَاسِرُونَ.

﴿ ١٢١