٢٢٤

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّه عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ ...}

اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ

فقال بعضهم: معناه: ولا تـجعلوه علة لأيـمانكم، وذلك إذا سئل أحدكم الشيء من الـخير والإصلاح بـين الناس، قال: علـيّ يـمين بـاللّه ألا فعل ذلك، أو قد حلفت بـاللّه أن لا أفعله. فـيعتلّ فـي تركه فعل الـخير والإصلاح بـين الناس بـالـحلف بـاللّه . ذكر من قال ذلك:

٣٧٣٤ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبـيه: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأِيـمَانِكُمْ قال: هو الرجل يحلف علـى الأمر الذي لا يصلـح، ثم يعتلّ بـيـمينه يقول اللّه : أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا هو خير له من أن يـمضي علـى ما لا يصلـح، وإن حلفت كفّرت عن يـمينك وفعلت الذي هو خير لك.

٣٧٣٥ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن معمر عن ابن طاوس، عن أبـيه مثله، إلا أنه قال: وإن حلفت فكفر عن يـمينك، وافعل الذي هو خير.

٣٧٣٦ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا عبـيد اللّه عن إسرائيـل، عن السدي، عمن حدثه، عن ابن عبـاس فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ قال: هو أن يحلف الرجل أن لا يكلـم قرابته ولا يتصدّق، أو يكون بـينه وبـين إنسان مغاضبة، فـيحلف لا يصلـح بـينهما و

يقول: قد حلفت، قال: يكفر عن يـمينه، وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ.

٣٧٣٧ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا

يقول: لا تعتلوا بـاللّه أن يقول أحدكم: إنه تألّـى أن لا يصل رحما، ولا يسعى فـي صلاح، ولا يتصدّق من ماله، مهلاً مهلاً بـارك اللّه فـيكم فإن هذا القرآن إنـما جاء بترك أمر الشيطان، فلا تطيعوه، ولا تنفذوا له أمرا فـي شيء من نذوركم ولا أيـمانكم.

٣٧٣٨ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا سفـيان، عن أبـي حصين، عن سعيد بن جبـير: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ قال: هو الرجل يحلف لا يصلـح بـين الناس ولا يبرّ، فإذا قـيـل له قال: قد حلفت.

٣٧٣٩ـ حدثنـي القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: سألت عطاء عن قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ قال: الإنسان يحلف أن لا يصنع الـخير الأمر الـحسن يقول حلفت، قال اللّه : افعل الذي هو خير، وكفر عن يـمينك، ولا تـجعل اللّه عرضة.

٣٧٤٠ـ حدثت عن عمار بن الـحسن، قال: سمعت أبـا معاذ قال: أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ... الآية، هو الرجل يحرّم ما أحلّ اللّه له علـى نفسه، فـ

يقول: قد حلفت فلا يصلـح إلا أن أَبرّ يـمينـي. فأمرهم اللّه أن يكفروا أيـمانهم، ويأتوا الـحلال.

٣٧٤١ـ حدثنا موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ أما عُرْضَة: فـيعرض بـينك وبـين الرجل الأمر، فتـحلف بـاللّه لا تكلـمه ولا تصله، وأما تبّروا: فـالرجل يحلف لا يبرّ ذا رحمه، فـ

يقول: قد حلفت. فأمر اللّه أن لا يعرّض بـيـمينه بـينه وبـين ذي رحمه، ولـيبرّه ولا يبـالـي بـيـمينه، وأما تصلـحوا: فـالرجل يصلـح بـين الاثنـين فـيعصيانه، فـيحلف أن لا يُصلـح بـينهما، فـينبغي له أن يصلـح ولا يبـالـي بـيـمينه، وهذا قبل أن تنزل الكفـارات.

٣٧٤٢ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن هشيـم، عن مغيرة، عن إبراهيـم فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ قال: يحلف أن لا يتقـي اللّه ولا يصل رحمه ولا يصلـح بـين اثنـين، فلا يـمنعه يـمينه.

وقال آخرون: معنى ذلك: ولا تعترضوا بـالـحلف بـاللّه فـي كلامكم فـيـما بـينكم، فتـجعلوا ذلك حجة لأنفسكم فـي ترك فعل الـخير. ذكر من قال ذلك:

٣حدثنـي الـمثنى بن إبراهيـم، قال: حدثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ

يقول: لا تـجعلنـي عرضة لـيـمينك أن لا تصنع الـخير، ولكن كفر عن يـمينك واصنع الـخير.

٣حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ كان الرجل يحلف علـى الشيء من البرّ والتقوى ولا يفعله. فنهى اللّه عز وجل عن ذلك،

فقال: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا.

٣٧٤٣ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا مغيرة عن إبراهيـم فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْقال: هو الرجل يحلف أن لا يبرّ قرابته ولا يصل رحمه ولا يصلـح بـين اثنـين.

يقول: فلـيفعل ولـيكفر عن يـمينه.

٣٧٤٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن مـحمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن إبراهيـم النـخعي فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ قال: لا تـحلف أن لا تتقـي اللّه ، ولا تـحلف أن لا تبرّ ولا تعمل خيرا، ولا تـحلف أن لا تصل، ولا تـحلف أن لا تصلـح بـين الناس، ولا تـحلف أن تقتل وتقطع.

٣٧٤٥ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن داود، عن سعيد بن جبـير ومغيرة عن إبراهيـم فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً الآية، قالا: هو الرجل يحلف أن يبرّ ولا يتقـي ولا يصلـح بـين الناس، وأمر أن يتقـي اللّه ، ويصلـح بـين الناس، ويكفر عن يـمينه.

٣٧٤٦ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، وحدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ فأمروا بـالصلة والـمعروف والإصلاح بـين الناس، فإن حلف حالف أن لا يفعل ذلك فلـيفعله ولـيدع يـمينه.

٣٧٤٧ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ الآية، قال ذلك فـي الرجل يحلف أن لا يبرّ ولا يصل رحمه ولا يصلـح بـين الناس، فأمره اللّه أن يدع يـمينه ويصل رحمه ويأمر بـالـمعروف ويصلـح بـين الناس.

٣٧٤٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا مـحمد بن حرب، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبـي الأسود، عن عروة، عن عائشة فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ قالت: لا تـحلفوا بـاللّه وإن بررتـم.

٣٧٤٩ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: حدثت أن قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ الآية، نزلت فـي أبـي بكر فـي شأن مِسْطح.

٣٧٥٠ـ حدثنا هناد، قال: حدثنا ابن فضيـل، عن مغيرة، عن إبراهيـم قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ الآية، قال: يحلف الرجل أن لا يأمر بـالـمعروف، ولا ينهى عن الـمنكر، ولا يصل رحمه.

٣٧٥١ـ حدثنـي الـمثنى، حدثنا سويد، أخبرنا ابن الـمبـارك، عن هشيـم، عن الـمغيرة، عن إبراهيـم فـي قوله: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ قال: يحلف أن لا يتقـي اللّه ، ولا يصل رحمه، ولا يصلـح بـين اثنـين، فلا يـمنعه يـمينه:

٣٧٥٢ـ حدثنـي ابن عبد الرحيـم البرقـي، قال: حدثنا عمرو بن أبـي سلـمة، عن سعيد، عن مكحول أنه قال فـي قول اللّه تعالـى ذكره: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لاِءَيْـمَانِكُمْ قال: هو أن يحلف الرجل أن لا يصنع خيرا ولا يصل رحمه ولا يصلـح بـين الناس، نهاهم اللّه عن ذلك.

وأولـى التأويـلـين بـالآية تأويـل من قال: معنى ذلك لا تـجعلوا الـحلف بـاللّه حجة لكم فـي ترك فعل الـخير فـيـما بـينكم وبـين اللّه وبـين الناس. وذلك أن العرضة فـي كلام العرب: القوّة والشدة، يقال منه: هذا الأمر عرضة له، يعنـي بذلك: قوّة لك علـى أسبـابك، ويقال: فلانة عرضة للنكاح: أي قوّة، ومنه قول كعب بن زهير فـي صفة نوق:

مِنْ كُلّ نَضّاخَةِ الذّفْرى إذَا عَرقتْعُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَـجْهُولُ

يعنـي ب(عرضتها): قوتها وشدتها.

فمعنى قوله تعالـى ذكره: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ إذا: لا تـجعلوا اللّه قوة لأيـمانكم فـي أن لا تبرّوا، ولا تتقوا، ولا تصلـحوا بـين الناس، ولكن إذا حلف أحدكم فرأى الذي هو خير مـما حلف علـيه من ترك البرّ والإصلاح بـين الناس فلـيحنث فـي يـمينه، ولـيبرّ، ولـيتق اللّه ، ولـيصلـح بـين الناس، ولـيكفر عن يـمينه. وترك ذكر (لا) من الكلام لدلالة الكلام علـيها واكتفـاء بـما ذكر عما ترك، كما قال امرؤ القـيس:

فَقُلْتُ يَـمِينُ اللّه أبْرَحُ قاعِداولَوْ قَطّعُوا رأسي لَدَيْكِ وأوْصَالـي

بـمعنى: فقلت: يـمين اللّه لا أبرح. فحذف (لا) اكتفـاء بدلالة الكلام علـيها.

وأما قوله: أنْ تَبَرّوا فإنه اختلف فـي تأويـل البرّ الذي عناه اللّه تعالـى ذكره،

فقال بعضهم: هو فعل الـخير كله.

وقال آخرون: هو البرّ بذي رحمه، وقد ذكرت قائلـي ذلك فـيـما مضى.

وأولـى ذلك بـالصواب قول من قال: عنى به فعل الـخير كله، وذلك أن أفعال الـخير كلها من البرّ. ولـم يخصص اللّه فـي قوله أنْ تَبَرّوا معنى دون معنى من معانـي البرّ، فهو علـى عمومه، والبرّ بذوي القرابة أحد معانـي البرّ.

وأما قوله: وَتَتّقُوا فإن معناه: أن تتقوا ربكم فتـحذروه وتـحذروا عقابه فـي فرائضه وحدوده أن تضيعوها أو تتعدوها، وقد ذكرنا تأويـل من تأول ذلك أنه بـمعنى التقوى قبل.

وقال آخرون فـي تأويـله بـما:

٣٧٥٣ـ حدثنـي به مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس فـي قوله: أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا قال: كان الرجل يحلف علـى الشيء من البرّ والتقوى لا يفعله، فنهى اللّه عزّ وجلّ عن ذلك،

فقال: وَلا تَـجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لأيـمَانِكُمْ أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ الآية، قال: ويقال: لا يتق بعضكم بعضا بـي، تـحلفون بـي وأنتـم كاذبون لـيصدقكم الناس وتصلـحون بـينهم، فذلك قوله: أنْ تَبَرّوا وَتَتّقُوا... الآية.

وأما قوله: وَتُصْلِـحُوا بَـيْنَ النّاسِ فهو الإصلاح بـينهم بـالـمعروف فـيـما لا مأثم فـيه، وفـيـما يحبه اللّه دون ما يكرهه.

وأما الذي ذكرنا عن السدي من أن هذه الآية نزلت قبل نزول كفـارات الأيـمان، فقول لا دلالة علـيه من كتاب ولا سنة، والـخبر عما كان لا تدرك صحته إلا بخبر صادق، وإلا كان دعوى لا يتعذر مثلها وخلافها علـى أحد. وغير مـحال أن تكون هذه الآية نزلت بعد بـيان كفـارات الأيـمان فـي سورة الـمائدة، واكتفـي بذكرها هناك عن إعاتها ههنا، إذ كان الـمخاطبون بهذه الآية قد علـموا الواجب من الكفـارات فـي الأيـمان التـي يحنث فـيها الـحالف.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: وَاللّه سَمِيعٌ عَلِـيـمٌ.

يعنـي تعالـى ذكره بذلك: واللّه سميع لـما يقوله الـحالف منكم بـاللّه إذا حلف،

فقال: واللّه لا أبرّ، ولا أتقـي، ولا أصلـح بـين الناس، ولغير ذلك من قـيـلكم وأيـمانكم، علـيـم بـما تقصدون وتبتغون بحلفكم ذلك، الـخير تريدون أم غيره، لأنـي علام الغيوب وما تضمره الصدور، لا تـخفـى علـيّ خافـية، ولا ينكتـم عنـي أمر عُلن، فظهر أو خفـي فبطن، وهذا من اللّه تعالـى ذكره تهدد ووعيد.

يقول تعالـى ذكره: واتقون أيها الناس أن تظهروا بألسنتكم من القول، أو بأبدانكم من الفعل، ما نهيتكم عنه، أو تضمروا فـي أنفسكم، وتعزموا بقلوبكم من الإرادات والنـيات فعل ما زجرتكم عنه، فتستـحقوا بذلك منـي العقوبة التـي قد عرفتكموها، فإنـي مطلع علـى جميع ما تعلنونه أو تسرّونه.

﴿ ٢٢٤