٢٣٨حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالـح، قال: ثنـي معاوية بن صالـح، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس ، قوله: قانِتِـينَ يقول: مطيعين. ٤٤٩١ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: مطيعين. ٤٤٩٢ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا الـحمانـي، قال: ثنـي شريك، عن سالـم، عن سعيد: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ يقول: مطيعين. ٤٤٩٣ـ حدثنـي عمران بن بكار الكُلاعيّ، قال: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا أبو روح عبد الرحمن بن سنان السكونـي حمصي لقـيته بأرمينـية، قال: سمعت الـحسن بن أبـي الـحسن يقول فـي قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: طائعين. ٤٤٩٤ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول اللّه : وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: مطيعين. ٤٤٩٥ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله. ٤٤٩٦ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ يقول: مطيعين. ٤٤٩٧ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: حدثنا فضيـل بن مرزوق، عن عطية، قال: كانوا يأمرون فـي الصلاة بحوائجهم، حتـى أنزلت: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ فتركوا الكلام قال: قانتـين: مطيعين. ٤٤٩٨ـ حدثنـي مـحمد بن عمارة الأسدي، قال: حدثنا عبـيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا فضيـل، عن عطية فـي قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: كانوا يتكلـمون فـي الصلاة بحائجهم، حتـى نزلت: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ فتركوا الكلام فـي الصلاة. ٤٤٩٩ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس فـي قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: كان أهل دين يقومون فـيها عاصين، فقوموا أنتـم للّه مطيعين. ٤٥٠٠ـ حدثنا الربـيع بن سلـيـمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا دراج، عن أبـي الهيثم، عن أبـي سعيد، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (كُلّ حَرْفٍ فِـي القُرآنِ فِـيهِ القُنُوتُ، فإنّـمَا هُوَ الطّاعَةُ). ٤٥٠١ـ حدثنا العبـاس بن الولـيد، قال: أخبرنـي أبـي، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: القنوت: طاعة اللّه ، يقول اللّه تعالـى ذكره: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ مطيعين. ٤٥٠٢ـ حدثنا سعيد بن الربـيع، قال: حدثنا سفـيان، قال: قال ابن طاوس، كان أبـي يقول: القنوت: طاعة اللّه . وقال آخرون: القنوت فـي هذه الآية: السكوت. و قالوا: تأويـل الآية: وقوموا للّه ساكتـين عما نهاكم اللّه أن تتكلـموا به فـي صلاتكم. ذكر من قال ذلك: ٤٥٠٣ـ حدثنـي موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ القنوت فـي هذه الآية: السكوت. ٤٥٠٤ـ حدثنـي موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي فـي خبر ذكره، عن مرة، عن ابن مسعود، قال: كنا نقوم فـي الصلاة، فنتكلـم، ويسأل الرجل صاحبه عن حاجته، ويخبره، ويردون علـيه إذا سلـم. حتـى أتـيت أنا فسلـمت، فلـم يردوا علـيّ السلام، فـاشتدّ ذلك علـيّ. فلـما قضى النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم صلاته، قال: (إنّهُ لَـمْ يَـمْنعْنِـي أنْ أرُدّ عَلَـيْكَ السّلامَ إلاّ أنّا أُمِرْنا أنْ نَقُومَ قانِتِـينَ لا نَتَكَلّـمُ فِـي الصلاةِ) وَالقُنُوتُ: السّكُوتُ. ٤٥٠٥ـ حدثنـي مـحمد بن عبـيد الـمـحاربـي، قال: حدثنا الـحكم بن ظهير، عن عاصم، عن زر، عن عبد اللّه ، قال: كنا نتكلـم فـي الصلاة، فسلـمت علـى النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم، فلـم يردّ علـيّ، فلـما انصرف قال: (قَدْ أحْدَثَ اللّه أنْ لا تَكَلّـموا فِـي الصّلاةِ) ونزلت هذه الآية: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ. ٤٥٠٦ـ حدثنا عبد الـحميد بن بـيان السكري، قال: أخبرنا مـحمد بن يزيد، وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن أبـي زائدة وابن نـمير ووكيع ويعلـى بن عبـيد جميعا، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن الـحارث بن شبل، عن أبـي عمرو الشيبـانـي، عن زيد بن أرقم، قال: كنا نتكلـم فـي الصلاة علـى عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكلـم أحدنا صاحبه فـي الـحاجة، حتـى نزلت هذه الآية: حافِظُوا علـى الصّلَوَاتِ وَالصّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ فأمرنا بـالسكوت. ٤٥٠٧ـ حدثنا هناد بن السريّ، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة فـي قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: كانوا يتكلـمون فـي الصلاة يجيء خادم الرجل إلـيه وهو فـي الصلاة فـيكلـمه بحاجته، فنهوا عن الكلام. ٤٥٠٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا هارون بن الـمغيرة عن عنبسة، عن الزبـير بن عديّ، عن كلثوم بن الـمصطلق، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: إن النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم كان عوّدنـي أن يردّ علـيّ السلام فـي الصلاة، فأتـيته ذات يوم فسلـمت، فلـم يردّ علـيّ وقال: (إنّ اللّه يُحْدِثُ فِـي أمْرِهِ ما يَشاءُ، وَإنّهُ قَدْ أحْدَثَ لَكُمَ فِـي الصّلاةِ أنْ لا يَتَكَلّـمُ أحَدٌ إلاّ بِذِكْرِ اللّه ، وَما يَنْبَغِي مِنْ تَسْبِـيحٍ وَتْـمـجِيدٍ، وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ). ٤٥٠٩ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد فـي قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: إذا قمتـم فـي الصلاة فـاسكتوا، لا تكلـموا أحدا حتـى تفرغوا منها قال: والقانت: الـمصلـي الذي لا يتكلـم. وقال آخرون: القنوت فـي هذه الآية: الركوع فـي الصلاة والـخشوع فـيها وقالوا فـي تأويـل الآية: وقوموا للّه فـي صلاتكم خاشعين، خافضي الأجنـحة، غير عابثـين ولا لاعبـين. ذكر من قال ذلك: ٤٥١٠ـ حدثنـي سلـم بن جنادة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن لـيث، عن مـجاهد: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: فمن القنوت طول الركوع، وغضّ البصر، وخفض الـجناح، والـخشوع من رهبة اللّه ، كان العلـماء إذا قام أحدهم يصلـي، يهاب الرحمن أن يـلتفت، أو أن يقلب الـحصى، أو يعبث بشيء، أو يحدّث نفسه بشيء من أمر الدنـيا إلا ناسيا. ٤٥١١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن لـيث، عن مـجاهد نـحوه، إلا أنه قال: فمن القنوت: الركود والـخشوع. ٤٥١٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حكام، عن عنبسة، عن لـيث، عن مـجاهد: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: من القنوت الـخشوع، وخفض الـجناح من رهبة اللّه . وكان الفقهاء من أصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم إذا قام أحدهم إلـى الصلاة لـم يـلتفت ولـم يقلب الـحصا، ولـم يحدّث نفسه بشيء من أمر الدنـيا إلا ناسيا حتـى ينصرف. ٤٥١٣ـ حدثت عن عمار بن الـحسن، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن لـيث، عن مـجاهد فـي قوله وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: إن من القنوت الركود، ثم ذكر نـحوه. ٤٥١٤ـ حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: القنوت: الركود، يعنـي: القـيام فـي الصلاة والانتصاب له. وقال آخرون: بل القنوت فـي هذا الـموضع: الدعاء. قالوا: تأويـل الآية: وقوموا للّه راغبـين فـي صلاتكم. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا ابن علـية، وثنا ابن بشار، قال: حدثنا ابن أبـي عدي وعبد الوهاب ومـحمد بن جعفر جميعا، عن عوف، عن أبـي رجاء، قال: صلـيت مع ابن عبـاس الغداة فـي مسجد البصرة، فقنت بنا قبل الركوع وقال: هذه الصلاة الوسطى التـي قال اللّه : وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ. وقال أبو جعفر: وأولـى هذه الأقوال بـالصواب فـي تأويـل قوله: وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قول من قال: تأويـله مطيعين، وذلك أن أصل القنوت: الطاعة، وقد تكون الطاعة للّه فـي الصلاة بـالسكوت عما نهى اللّه من الكلام فـيها، ولذلك وجه من وجه تأويـل القنوت فـي هذا الـموضع إلـى السكوت فـي الصلاة أحد الـمعانـي التـي فرضها اللّه علـى عبـاده فـيها. إلا عن قراءة قرآن، أو ذكر له بـما هو أهله. ومـما يدلّ علـى أنهم قالوا ذلك كما وصفنا، قول النـخعي ومـجاهد، الذي: ٤٥١٥ـ حدثنا به أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبـيري، عن سفـيان، عن منصور، عن إبراهيـم ومـجاهد قالا: كانوا يتكلـمون فـي الصلاة، يأمر أحدهم أخاه بـالـحاجة فنزلت وَقُومُوا للّه قانِتِـينَ قال: فقطعوا الكلام، والقنوت: السكوت، والقنوت: الطاعة. فجعل إبراهيـم ومـجاهد القنوت سكوتا فـي طاعة اللّه علـى ما قلنا فـي ذلك من التأويـل، وقد تكون الطاعة للّه فـيها بـالـخشوع وخفض الـجناح، وإطالة القـيام، وبـالدعاء، لأن كلاً غير خارج من أحد معنـيـين، من أن يكون مـما أمر به الـمصلـي، أو مـما ندب إلـيه، والعبد بكل ذلك للّه مطيع، وهو لربه فـيه قانت، والقنوت: أصله الطاعة للّه، ثم يستعمل فـي كل ما أطاع اللّه به العبد. فتأويـل الآية إذا: حافظوا علـى الصلوات والصلاة الوسطى، وقوموا للّه فـيها مطيعين بترك بعضكم فـيها كلام بعض، وغير ذلك من معانـي الكلام، سوى قراءة القرآن فـيها، أو ذكر اللّه بـالذي هو أهله أو دعائه فـيها، غير عاصين للّه فـيها بتضيـيع حدودها، والتفريط فـي الواجب للّه علـيكم فـيها، وفـي غيرها من فرائض اللّه . |
﴿ ٢٣٨ ﴾