٢٤٥القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً ... } يعنـي تعالـى ذكره بذلك: وقوموا للّه فـي صلاتكم مطيعين له، لـما قد بـيناه من معناه، فإن خفتـم من عدوّ لكم أيها الناس، تـخشونهم علـى أنفسكم فـي حال التقائكم معهم، أن تصلوا قـياما علـى أرجلكم بـالأرض، قانتـين للّه، فصلوا رجالاً مشاة علـى أرجلكم، وأنتـم فـي حربكم وقتالكم وجهاد عدوّكم، أو ركبـانا علـى ظهور دوابكم، فإن ذلك يجزيكم حينئذٍ من القـيام منكم قانتـين. ولـما قلنا من أن معنى ذلك كذلك، جاز نصب الرجال بـالـمعنى الـمـحذوف، وذلك أن العرب تفعل ذلك فـي الـجزاء خاصة لأن ثانـيه شبـيه بـالـمعطوف علـى أوله، ويبـين ذلك أنهم يقولون إن خيرا فخيرا، وإن شرّا فشرّا، بـمعنى: إن تفعل خيرا تصب خيرا، وإن تفعل شرّا تصب شرّا، فـيعطفون الـجواب علـى الأول لا نـجزام الثانـي بجزم الأول، فكذلك قوله: فإن خِفْتُـمْ فَرجالاً أوْ رُكبْـانا بـمعنى: إن خفتـم أن تصلوا قـياما بـالأرض فصلوا رجالاً والرجال جمع راجل ورَجِل وأما أهل الـحجاز فإنهم يقولون لواحد الرجال رَجُل، مسموع منهم: مشى فلان إلـى بـيت اللّه حافـيا رَجُلاً، وقد سمع من بعض أحياء العرب فـي واحدهم رَجْلان، كما قال بعض بنـي عقـيـل: علـيّ إذَا أبْصَرْتُ لَـيْـلَـى بِخَـلْوَةٍأنَ ازْدَارَ بَـيْتَ اللّه رَجْلانَ حافِـيا فمن قال رَجْلان للذكر، قال للأنثى رَجْلَـى، وجاز فـي جمع الـمذكر والـمؤنث فـيه أن يقال: أتـى القوم رُجَالَـى، ورَجَالـى مثل كُسالـى وكَسالـى. وقد حُكي عن بعضهم أنه كان يقرأ ذلك: (فإنْ خِفْتُـمْ فَرُجّالاً) مشددة. وعن بعضهم أنه كان يقرأ: (فُرجَالاً)، وكلتا القراءتـين غير جائزة القراءة بها عندنا بخلاف القراءة الـموروثة الـمستفـيضة فـي أمصار الـمسلـمينوأما الركبـان، فجمع راكب، يقال: هو راكب وهو رُكْبـان ورَكْب وَرَكَبة وُركّاب وأَركُب وأَرْكُوب، يقال: جاءنا أُرْكُوبٌ من الناس وأراكيب. وبنـحو ما قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ٤٥١٦ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيـم، قال: سألته عن قوله: فَرِجالاً أو رُكْبـانا قال: عند الـمطاردة يصلـي حيث كان وجهه، راكبـا أو راجلاًف، ويجعل السجود أخفض من الركوع، ويصلـي ركعتـين يومىء إيـماء. ٤٥١٧ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سفـيان، عن مغيرة عن إبراهيـم فـي قوله: فَرِجالاً أوْ رُكْبـانا قال: صلاة الضّراب ركعتـين يومىء إيـماء. ٤٥١٨ـ حدثنـي أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، عن سفـيان، عن مغيرة، عن إبراهيـم قوله: فَرجالاً أوْ رُكْبـانا قال: يصلـي ركعتـين حيث كان وجهه يومىء إيـماء. ٤٥١٩ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيـل، عن سالـم، عن سعيد بن جبـير: فَرِجالاً أوْ ركْبـانا قال: إذا طردت الـخيـل فأومىء إيـماء. تأويل قوله تعالى: {وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ .....} حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفـيان، عن مالك، عن سعيد، قال: يومىء إيـماء. ٤٥٢٠ـ حدثنا أحمد، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا هشيـم، عن يونس، عن الـحسن: فَرجالاً أوْ رُكْبـانا قال: إذا كان عند القتال صلـى راكبـا أو ماشيا حيث كان وجهه يومىء إيـماء. ٤٥٢١ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قول اللّه : فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكْبَـانا أصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم فـي القتال علـى الـخيـل، فإذا وقع الـخوفُ فلـيصل الرجل علـى كل جهة قائما أو راكبـا، أو كما قدر، علـى أن يومىء برأسه أو يتكلـم بلسانه. ٤٥٢٢ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد بنـحوه، إلا أنه قال: أو راكبـا لأصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وقال أيضا: أو راكبـا، أو ما قدر أن يومىء برأسه، وسائر الـحديث مثله. ٤٥٢٣ـ حدثنا يحيى بن أبـي طالب، قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك فـي قوله: فإنْ خِفْتُـمْ فَرجّالاً أوْ رُكْبـانا قال: إذا التقوا عند القتال وطَلَبوا، أو طُلِبوا، أو طلبهم سَبُع، فصلاتهم تكبـيرتان إيـماء أيّ جهة كانت. ٤٥٢٤ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك فـي قوله: فَرِجالاً أوْ رُكْبـانا قال: ذلك عند القتال يصلـي حيث كان وجهه راكبـا أو راجلاً إذا كان يطلب أو يطلبه سبع، فلـيصلّ ركعة يومىء إيـماء، فإن لـم يستطع فلـيكبر تكبـيرتـين. ٤٥٢٥ـ حدثنا سفـيان بن وكيع، قال: حدثنا أبـي، عن الفضل بن دَلْهم، عن الـحسن: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكْبـانا قال: ركعة وأنت تـمشي، وأنت يُوضِع بك بعيرك، ويركض بك فرسك علـى أيّ جهة كان. ٤٥٢٦ـ حدثنـي موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكْبـانا أما رجالاً: فعلـى أرجلكم إذا قاتلتـم، يصلـي الرجل يومىء برأسه أينـما توجه، والراكب علـى دابته يومىء برأسه أينـما توجه. ٤٥٢٧ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أو رُكبْـانا الآية. أحلّ اللّه لك إذا كنت خائفـا عند القتال أن تصلـي وأنت راكب وأنت تسعى، تومىء برأسك من حيث كان وجهك إن قدرت علـى ركعتـين، وإلا فواحدة. ٤٥٢٨ـ حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبـيه: فإنْ خِفْتُـمْ فَرجّالاً أوْ رُكْبـانا قال: ذاك عند الـمسايفة. ٤٥٢٩ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا سويد، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن معمر، عن الزهري فـي قوله: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكبْـانا قال: إذا طلب الأعداء فقد حلّ لهم أن يصلوا قبل أيّ جهة كانوا رجالاً أو ركبـانا يومئون إيـماء ركعتـين وقال قتادة: تـجزي ركعة. ٤٥٣٠ـ حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكْبـاناقال: كانوا إذا خشوا العدو صلوا ركعتـين راكبـا كان أو راجلاً. ٤٥٣١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيـم فـي قوله: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكبْـانا قال: يصلـي الرجل فـي القتال الـمكتوبة علـى دابته، وعلـى راحلته حيث كان وجهه، يومىء إيـماء عند كل ركوع وسجود، ولكن السجود أخفض من الركوع، فهذا حين تأخذ السيوف بعضها بعضا هذا فـي الـمطاردة. ٤٥٣٢ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: ثنـي أبـي، قال: كان قتادة يقول: إن استطاع ركعتـين وإلا فواحدة يومىء إيـماء، إن شاء راكبـا أو راجلاً، قال اللّه تعالـى ذكره: فإنْ خِفْتُـمْ فَرِجالاً أوْ رُكبْـانا. ٤٥٣٣ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: ثنـي أبـي، عن قتادة، عن الـحسن، قال فـي الـخائف الذي يطلبه العدوّ، قال: إن استطاع أن يصلـي ركعتـين، وإلا صلـى ركعة. ٤٥٣٤ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن يونس، عن الـحسن، قال: ركعة. وقال آخرون: كان سبب مسألتهم نبـيهم ذلك، ما: |
﴿ ٢٤٥ ﴾