٢٥٧القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {اللّه وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ ...} اختلف أهل التأويـل فـي معنى الطاغوت، فقال بعضهم: هو الشيطان. ذكر من قال ذلك: ٤٧٠١ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفـيان، عن أبـي إسحاق، عن حسان بن فـائد العبسي قال: قال عمر بن الـخطاب: الطاغوت: الشيطان. حدثنـي مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنـي ابن أبـي عديّ، عن شعبة، عن أبـي إسحاق، عن حسان بن فـائد، عن عمر، مثله. ٤٧٠٢ـ حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا عبد الـملك، عمن حدثه، عن مـجاهد، قال: الطاغوت: الشيطان. ٤٧٠٣ـ حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا هشيـم، قال: أخبرنا زكريا، عن الشعبـي، قال: الطاغوت: الشيطان. ٤٧٠٤ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك فـي قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بـالطّاغُوتِ} قال: الشيطان. ٤٧٠٥ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، الطاغوت: الشيطان. ٤٧٠٦ـ حدثنـي موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي فـي قوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بـالطّاغُوتِ} بـالشيطان. وقال آخرون: الطاغوت: هو الساحر. ذكر من قال ذلك: ٤٧٠٧ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: حدثنا عبد الأعلـى قال: حدثنا داود، عن أبـي العالـية، أنه قال: الطاغوت: الساحر. وقد خولف عبد الأعلـى فـي هذه الرواية، وأنا أذكر الـخلاف بعد. ٤٧٠٨ـ حدثنا مـحمد بن بشار، قال: حدثنا حميد بن مسعدة، قال: حدثنا عوف، عن مـحمد، قال: الطاغوت: الساحر. وقال آخرون: بل الطاغوت: هو الكاهن. ذكر من قال ذلك: ٤٧٠٩ـ حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا مـحمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جبـير، قال: الطاغوت: الكاهن. ٤٧١٠ـ حدثنا ابن الـمثنى، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا داود، عن رفـيع، قال: الطاغوت: الكاهن. ٤٧١١ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج: {فَمَنْ يَكْفُرْ بـالطّاغُوتِ} قال: كهان تنزل علـيها شياطين يـلقون علـى ألسنتهم وقلوبهم. أخبرنـي أبو الزبـير عن جابر بن عبد اللّه ، أنه سمعه يقول: وسئل عن الطواغيت التـي كانوا يتـحاكمون إلـيها، فقال: كان فـي جهينة واحد، وفـي أسلـم واحد، وفـي كل حيّ واحد، وهي كهان ينزل علـيها الشيطان. والصواب من القول عندي فـي الطاغوت: أنه كل ذي طغيان علـى اللّه فعبد من دونه، إما بقهر منه لـمن عبده، وإما بطاعة مـمن عبده له، إنسانا كان ذلك الـمعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنـما، أو كائنا ما كان من شيء. وأرى أن أصل الطاغوت: الطّغَوُوت، من قول القائل: طغا فلان يطغو: إذا عدا قدره فتـجاوز حدّه، كالـجبروت من التـجبر، والـخـلبوت من الـخَـلْب، ونـحو ذلك من الأسماء التـي تأتـي علـى تقدير فعلوت بزيادة الواو والتاء. ثم نقلت لامه أعنـي لام الطغووت، فجعلت له عينا، وحوّلت عينه فجعلت مكان لامه، كما قـيـل جذب وجبد وجابذ وجاذب وصاعقة وصاقعة، وما أشبه ذلك من الأسماء التـي علـى هذا الـمثال. فتأويـل الكلام إذا: فمن يجحد ربوبـية كل معبود من دون اللّه فـيكفر به {ويُؤْمِنْ بِـاللّه } يقول: ويصدق بـاللّه أنه إلهه وربه ومعبوده، {فَقَدِ اسْتَـمْسَكَ بـالعُرْوَةِ الوُثْقَـى} يقول: فقد تـمسك بأوثق ما يتـمسك به من طلب الـخلاص لنفسه من عذاب اللّه وعقابه. كما: ٤٧١٢ـ حدثنـي أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي، قال: حدثنا بقـية بن الولـيد، قال: حدثنا ابن أبـي مريـم، عن حميد بن عقبة، عن أبـي الدرداء: أنه عاد مريضا من جيرته فوجده فـي السّوْق وهو يغرغر لا يفقهون ما يريد، فسألهم: يريد أن ينطق؟ قالوا: نعم يريد أن يقول: آمنت بـاللّه وكفرت بـالطاغوت. قال أبو الدرداء: وما علـمكم بذلك؟ قالوا: لـم يزل يرددها حتـى انكسر لسانه، فنـحن نعلـم أنه إنـما يريد أن ينطق بها. فقال أبو الدرداء: أفلـح صاحبكم، إن اللّه يقول: {فَمَنْ يَكْفُرُ بـالطّاغُوتِ وَيُؤمِنُ بِـاللّه فَقَدِ اسْتَـمْسَكَ بـالعُرْوَةِ الوُثْقَـى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللّه سَمِيعٌ عَلِـيـمٌ}. ٤٧١٣ـ حدثنا موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي، قال: هو نـمروذ بن كنعان. ٤٧١٤ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: هو نـمروذ. ٤٧١٥ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، مثله. ٤٧١٦ـ حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: أخبرنـي زيد بن أسلـم، بـمثله. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرنـي عبد اللّه بن كثـير أنه سمع مـجاهدا يقول: هو نـمروذ. قال ابن جريج: هو نـمروذ، ويقال إنه أول ملك فـي الأرض. |
﴿ ٢٥٧ ﴾