٢٦٨

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {الشّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ...}

يعنـي بذلك تعالـى ذكره: الشيطان يعدكم أيها الناس ـ بـالصدقة وأدائكم الزكاة الواجبة علـيكم فـي أموالكم ـ أن تفتقروا، {ويأْمُرُكُمْ بـالفَحْشَاءِ} يعنـي: ويأمركم بـمعاصي اللّه عزّ وجلّ، وترك طاعته {وَاللّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ} يعنـي أن اللّه عزّ وجلّ يعدكم أيها الـمؤمنون، أن يستر علـيكم فحشاءكم بصفحه لكم عن عقوبتكم علـيها، فـيغفر لكم ذنوبكم بـالصدقة التـي تتصدّقون. {وَفَضْلاً} يعنـي: ويعدكم أن يخـلف علـيكم من صدقتكم، فـيتفضل علـيكم من عطاياه ويسبغ علـيكم فـي أرزاقكم. كما:

٤٩٦١ـ حدثنا مـحمد بن حميد، قال: حدثنا يحيـى بن واضح، قال: حدثنا الـحسين بن واقد، عن يزيد النـحوي، عن عكرمة، عن ابن عبـاس ، قال: اثنان من اللّه ، واثنان من الشيطان، الشيطان يعدكم الفقر

يقول: لا تنفق مالك، وأمسكه علـيك، فإنك تـحتاج إلـيه، ويأمركم بـالفحشاء¹ واللّه يعدكم مغفرة منه علـى هذه الـمعاصي وفضلاً فـي الرزق.

٤٩٦٢ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: {الشّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيأْمُرُكُمْ بـالفَحْشاءِ وَاللّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً}

يقول: مغفرة لفحشائكم، وفضلاً لفقركم.

٤٩٦٣ـ حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد اللّه ، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إنّ للشّيْطانِ لَـمّةً مِنْ ابْنِ آدَمَ وللْـمَلَكَ لَـمّةً: فأمّا لَـمّةٌ الشّيْطانِ: فإيعادٌ بـالشّرّ، وَتَكْذِيبٌ بـالـحَقّ¹ وأمّا لَـمّةُ الـمَلَكِ: فإيعادٌ بـالـخَيْرِ، وَتَصْدِيقٌ بـالـحَقّ. فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْـيَعْلَـمْ أنّهُ مِنَ اللّه وَلْـيَحْمَدِ اللّه ، وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْـيَتَعَوّذْ بـاللّه مِنَ الشّيْطَانِ)، ثُمّ قَرأ {الشّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيأْمُرُكُمْ بـالفَحْشاءِ}.

٤٩٦٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الـحكيـم بن بشير بن سلـيـمان، قال: حدثنا عمرو، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد اللّه ، قال: إن للإنسان من الـمَلك لـمة، ومن الشيطان لـمة¹ فـاللـمة من الـمَلك: إيعاد بـالـخير، وتصديق بـالـحقّ، واللـمة من الشيطان: إيعاد بـالشرّ، وتكذيب بـالـحقّ. وتلا عبد اللّه : {الشّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرْكُمْ بـالفَحْشاءِ وَاللّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً}. قال عمرو: وسمعنا فـي هذا الـحديث أنه كان يقال: إذا أحسّ أحدكم من لـمة الـملك شيئا فلـيحمد اللّه ، ولـيسأله من فضله، وإذا أحسّ من لـمة الشيطان شيئا، فلـيستغفر اللّه ولـيتعوّذ من الشيطان.

حدثنـي يعقوب، قال: حدثنا ابن علـية، قال: حدثنا عطاء بن السائب، عن أبـي الأحوص، أو عن مرّة، قال: قال عبد اللّه : ألا إن للـملك لـمة، وللشيطان لـمة¹ فلـمة الـملك: إيعاد بـالـخير وتصديق بـالـحق، ولـمة الشيطان: إيعاد بـالشرّ وتكذيب بـالـحقّ¹ وذلكم بأن اللّه

يقول: {الشّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيأمُرُكُمْ بـالفَحْشَاءِ واللّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللّه وَاسِعٌ عَلِـيـمٌ} فإذا وجدتـم من هذه شيئا فـاحمدوا اللّه علـيه، وإذا وجدتـم من هذه شيئا فتعوّذوا بـاللّه من الشيطان.

حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبـيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن عبد اللّه بن مسعود فـي قوله: {الشّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأمُرُكُمْ بـالفَحْشاءِ} قال: إن للـملك لـمة، وللشيطان لـمة¹ فلـمة الـملك¹ إيعاد بـالـخير وتصديق بـالـحقّ، فمن وجدها فلـيحمد اللّه ¹ ولـمة الشيطان: إيعاد بـالشرّ وتكذيب بـالـحقّ، فمن وجدها فلـيستعذ بـالله.

حدثنـي الـمثنى بن إبراهيـم، قال: حدثنا حجاج بن الـمنهال، قال: حدثنا حماد بن سلـمة، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهمدانـي أن ابن مسعود قال: إن للـملك لـمة، وللشيطان لـمة¹ فلـمة الـملك: إيعاد بـالـخير وتصديق بـالـحقّ، ولـمة الشيطان: إيعاد بـالشرّ وتكذيب بـالـحقّ. فمن أحسّ من لـمة الـملك شيئا فلـيحمد اللّه علـيه، ومن أحسّ من لـمة الشيطان شيئا فلـيتعوّذ بـاللّه منه. ثم تلا هذه الآية: {الشّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيأمُرُكُمْ بـالفَحْشَاءِ وَاللّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللّه وَاسعٌ عَلِـيـمٌ}.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك، عن فطر، عن الـمسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة، عن عبد اللّه ، بنـحوه.

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن مرّة بن شراحيـل، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: إن للشيطان لـمة، وللـملك لـمة، فأما لـمة الشيطان فتكذيب بـالـحقّ وإيعاد بـالشرّوأما لـمة الـملك: فإيعاد بـالـخير وتصديق بـالـحقّ. فمن وجد ذلك فلـيعلـم أنه من اللّه ولـيحمد اللّه علـيه. ومن وجد الأخرى فلـيستعذ من الشيطان. ثم قرأ: {الشّيْطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بـالفَحْشاءِ وَاللّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً}.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاللّه وَاسِعٌ عَلِـيـمٌ}.

(يعنـي تعالـى ذكره: واللّه واسع الفضل الذي يعدكم أن يعطيكموه من فضله وسعة خزائنه، علـيـم بنفقاتكم وصدقاتكم التـي تنفقون وتصدّقون بها، يحصيها لكم حتـى يجازيكم بها عند مقدمكم علـيه فـي آخرتكم.

﴿ ٢٦٨