٢٧٤

القول فـي تأويـل قوله تعالـى:

{الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللّيْلِ وَالنّهَارِ ... }

حدثنا يعقوب بن إبراهيـم، قال: حدثنا معتـمر، عن أيـمن بن نابل، قال: حدثنـي شيخ من غافق: أن أبـا الدرداء كان ينظر إلـى الـخيـل مربوطة بـين البراذين والهجن، فـ

يقول: أهل هذه ـ يعنـي الـخيـل ـ من الذين ينفقون أموالهم بـاللـيـل والنهار سرّا وعلانـية، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف علـيهم ولا هم يحزنون.

وقال آخرون: عنى بذلك قوما أنفقوا فـي سبـيـل اللّه فـي غير إسراف ولا تقتـير. ذكر من قال ذلك:

٥٠١١ـ حدثنـي بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: {الّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُمْ} إلـى قوله: {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} هؤلاء أهل الـجنة¹ ذكر لنا أن نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان

يقول: (الـمُكْثِرُونَ هم الأسْفَلُونَ).

قالوا: يا نبـيّ اللّه إلاّ مَنْ؟ قال: (الـمُكْثِرُونَ هُمْ الأسْفَلُونَ)،

قالوا: يا نبـيّ اللّه إلا مَن؟ حتـى خشوا أن تكون قد مضت فلـيس لها ردّ، حتـى قال: (إِلاّ مَنْ قَالَ بـالـمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا) عَنْ يَـمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، (وَهَكَذَا) بـين يَدَيْهِ (وَهَكَذَا) خَـلْفَهُ، (وَقَلِـيـلٌ مَا هُمْ، هَولاءِ قَوْمٌ أنْفَقُوا فِـي سَبِـيـلِ اللّه الّتِـي افْتَرَضَ وَارْتَضَى فِـي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا إِمْلاقٍ وَلا تَبْذِيرٍ وَلاَ فَسَادٍ).

 إن هذه الاَيات من قوله: {إِنْ تُبْدُوا الصّدَقَاتِ فَنِعِمّا هِيَ} إلـى قوله: {وَلاَ خَوْفٌ عَلَـيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} كان مـما يعمل به قبل نزول ما فـي سورة براءة من تفصيـل الزكوات، فلـما نزلت براءة قصروا علـيها. ذكر من قال ذلك:

٥٠١٢ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس : {إِنْ تُبْدُوا الصّدَقَاتِ فَنِعِمّا هِيَ} إلـى قوله: {وَلا خَوْفٌ عَلَـيْهِم وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} فكان هذا يعمل به قبل أن تنزل براءة، فلـما نزلت براءة بفرائض الصدقات وتفصيـلها انتهت الصدقات إلـيها.

﴿ ٢٧٤