٢٨١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّه ...} وقـيـل: هذه الآية أيضا آخر آية نزلت من القرآن. ذكر من قال ذلك: ٥٠٧١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا أبو تـميـلة، قال: حدثنا الـحسين بن واقد، عن يزيد النـحوي، عن عكرمة، عن ابن عبـاس ، قال: آخر آية نزلت علـى النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم: {وَاتقُوا يَوْما تُرْجَعُونَ فِـيهِ إلـى اللّه }. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس : {وَاتّقُوا يَوْما تُرْجَعُونَ فِـيهِ إلـى اللّه }.. الآية، فهي آخر آية من الكتاب أنزلت. ٥٠٧٢ـ حدثنـي مـحمد بن عمارة، قال: حدثنا إسماعيـل بن سهل بن عامر، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن عطية، قال: آخر آية نزلت: {وَاتّقُوا يَوْما تُرْجَعُونَ فِـيهِ إلـى اللّه ثُمّ تُوَفّـى كُلّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَـمُونَ}. ٥٠٧٣ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبـي، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن السدي، قال: آخر آية نزلت {وَاتّقُوا يَوْما تُرْجَعُونَ فِـيهِ إلـى اللّه }. ٥٠٧٤ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا أبو تـميـلة، عن عبـيد بن سلـيـمان، عن الضحاك ، عن ابن عبـاس وحجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبـاس : آخر آية نزلت من القرآن: {وَاتّقُوا يَوْما تُرْجَعُونَ فِـيهِ إلـى اللّه ثُمّ تُوَفّـى كُلّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَـمُونَ}. قال ابن جريج: يقولون، إن النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم مكث بعدها تسع لـيال، وبدا يوم السبت، ومات يوم الاثنـين. ٥٠٧٥ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنـي يونس، عن ابن شهاب، قال: ثنـي سعيد بن الـمسيب، أنه بلغه أن أحدث القرآن بـالعرش آية الدّين. يعنـي بذلك جل ثناؤه: (واحذروا أيها الناس يوما ترجعون فـيه إلـى اللّه فتلقونه فـيه أن تردّوا علـيه بسيئات تهلككم، أو بـمخزيات تـخزيكم، أو بفضيحات تفضحكم، فتهتك أستاركم، أو بـموبقات توبقكم، فتوجب لكم من عقاب اللّه ما لا قبل لكم به، وإنه يوم مـجازاة الأعمال لا يوم استعتاب، ولا يوم استقالة وتوبة وإنابة، ولكنه يوم جزاء وثواب ومـحاسبة، توفـى فـيه كل نفس أجرها علـى ما قدمت واكتسبت من سيىء وصالـح، لا يغادر فـيه صغيرة ولا كبـيرة من خير وشرّ إلا أحضرت، فتوفـى جزاءها بـالعدل من ربها، وهم لا يظلـمون. وكيف يظلـم من جوزي بـالإساءة مثلها وبـالـحسنة عشر أمثالها، كلا بل عدل علـيك أيها الـمسيء، وتكرّم علـيك فأفضل وأسبغَ أيها الـمـحسن، فـاتقـى امرؤ ربه فأخذ منه حذره وراقبه أن يهجم علـيه يومه، وهو من الأوزار ظهره ثقـيـل، ومن صالـحات الأعمال خفـيف، فإنه عزّ وجلّ حذر فأعذر، ووعظ فأبلغ. |
﴿ ٢٨١ ﴾