٦٦

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {هَأَنْتُمْ هَؤُلآءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ ف...}

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: {ها أَنْتُـمْ} هؤلاء القوم الذين خاصمتـم وجادلتـم فـيـما لكم به علـم من أمر دينكم الذي وجدتـموه فـي كتبكم، وأتتكم به رسل اللّه من عنده، وفـي غير ذلك مـما أوتـيتـموه، وثبتت عندكم صحته، فلـم تـحاجون:

يقول: فلـم تـجادلون وتـخاصمون فـيـما لـيس لكم به علـم، يعنـي الذي لا علـم لكم به من أمر إبراهيـم ودينه، ولـم تـجدوه فـي كتب اللّه ، ولا أتتكم به أنبـياؤكم، ولا شاهدتـموه فتعلـموه. كما:

٥٨١٩ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {ها أنْتُـمْ هَؤُلاءِ حَاججْتُـمْ فِـيـما لَكُمْ بِهِ عِلْـمٌ فَلِـمَ تُـحَاجّونَ فِـيـما لَـيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْـمٌ}: أما الذي لهم به علـم: فما حرم علـيهم وما أمروا به، وأما الذي لـيس لهم به علـم: فشأن إبراهيـم.

٥٨٢٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: {ها أنْتُـمْ هَؤُلاءِ حاجَجْتُـمْ فِـيـما لَكُمْ بِهِ عِلْـمٌ}

يقول: فـيـما شهدتـم ورأيتـم وعاينتـم، {فَلِـمَ تُـحاجّونَ فِـيـما لَـيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلـمٌ} فـيـما لـم تشاهدوا ولـم تروا ولـم تعاينوا، واللّه يعلـم وأنتـم لا تعلـمون.

٥٨٢١ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، مثله.

وقوله: {وَاللّه يَعْلَـمُ وأنْتُـمْ لا تَعْلَـمُونَ}

يقول: واللّه يعلـم ما غاب عنكم فلـم تشاهدوه ولـم تروه ولـم تأتكم به رسله من أمر إبراهيـم وغيره من الأمور، ومـما تـجادلون فـيه، لأنه لا يغيب عنه شيء، ولا يعزب عنه علـم شيء فـي السموات ولا فـي الأرض، وأنتـم لا تعلـمون من ذلك إلا ما عاينتـم فشاهدتـم، أو أدركتـم علـمه بـالإخبـار والسماع.

﴿ ٦٦