٧٠

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّه وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ }

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: {يا أهْلَ الكِتابِ} من الـيهود والنصارى، {لِـمَ تَكْفُرُونَ}

يقول: لِـمَ تَـجحدون {بِآياتِ اللّه } يعنـي: بـما فـي كتاب اللّه ، الذي أنزله إلـيكم، علـى ألسن أنبـيائكم من آيه وأدلته، {وأنْتُـمْ تَشْهَدُونَ} أنه حقّ من عند ربكم. وإنـما هذا من اللّه عزّ وجلّ توبـيخ لأهل الكتابـين علـى كفرهم بـمـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وجحودهم نبوّته، وهم يجدونه فـي كتبهم مع شهادتهم أن ما فـي كتبهم حقّ، وأنه من عند اللّه . كما:

٥٨٢٩ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللّه وأنْتُـمْ تَشْهَدُونَ}

يقول: تشهدون أن نعت مـحمد نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فـي كتابكم، ثم تكفرون به وتنكرونه، ولا تؤمنون به وأنتـم تـجدونه مكتوبـا عندكم فـي التوراة والإنـجيـل، النبـيّ الأميّ الذي يؤمن بـاللّه وكلـماته.

٥٨٣٠ـ حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللّه وَأنْتُـمْ تَشْهَدُونَ}

يقول: تشهدون أن نعت مـحمد فـي كتابكم، ثم تكفرون به ولا تؤمنون به، وأنتـم تـجدونه عندكم فـي التوراة والإنـجيـل النبـيّ الأميّ.

٥٨٣١ـ حدثنـي مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللّه وأنْتُـمْ تَشْهَدُونَ} آيات اللّه : مـحمد، وأما تشهدون: فـيشهدون أنه الـحقّ يجدونه مكتوبـا عندهم.

٥٨٣٢ـ حدثنا (القاسم قال، حدثنا الـحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قوله: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللّه وَأنْتُـمْ تَشْهَدُونَ} أن الدين عند اللّه الإسلام، لـيس لله دين غيره.

﴿ ٧٠