٧١القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: يا أهل التوراة والإنـجيـل، لـم تلبسون، يقول: لـم تـخـلطون الـحقّ بـالبـاطل. وكان خـلطهم الـحقّ بـالبـاطل: إظهارهم بألسنتهم من التصديق بـمـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وما جاء به من عند اللّه ، غير الذي فـي قلوبهم من الـيهودية والنصرانـية. كما: ٥٨٣٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن مـحمد بن أبـي مـحمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس ، قال: قال عبد اللّه بن الصيّف وعديّ بن زيد والـحارث بن عوف بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بـما أنزل علـى مـحمد وأصحابه غدوة، ونكفر به عشية، حتـى نلبس علـيهم دينهم، لعلهم يصنعون كما نصنع، فـيرجعوا عن دينهم. فأنزل اللّه عزّ وجلّ فـيهم: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَلْبِسُونَ الـحَقّ بـالبـاطِلِ}.. إلـى قوله: {وَاللّه وَاسِعٌ عَلِـيـمٌ}. ٥٨٣٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَلْبِسُونَ الـحَقّ بـالبـاطِلِ} يقول: لـم تلبسون الـيهودية والنصرانـية بـالإسلام، وقد علـمتـم أن دين اللّه الذي لا يقبل غيره الإسلام ولا يجزي إلا به. ٥٨٣٥ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع بـمثله، إلا أنه قال: الذي لا يقبل من أحد غيره الإسلامُ، ولـم يقلْ: ولا يجزي إلا به. ٥٨٣٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: {يا أهْلَ الكِتابِ لِـمَ تَلْبِسُونَ الـحَقّ بـالبـاطِلِ}: الإسلام بـالـيهودية والنصرانـية. وقال آخرون فـي ذلك بـما: ٥٨٣٧ـ حدثنـي به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قول اللّه عز وجل: {لِـمَ تَلْبِسُونَ الـحَقّ بـالبـاطِلِ} قال: الـحقّ: التوراة التـي أنزل اللّه علـى موسى، والبـاطل: الذي كتبوه بأيديهم. قال أبو جعفر: وقد بـينا معنى اللبس فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته. القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَتَكْتُـمُونَ الـحَقّ وأنْتُـمْ تَعْلَـمُونَ}. يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: ولـم تكتـمون يا أهل الكتاب الـحقّ؟ والـحقّ الذي كتـموه ما فـي كتبهم من نعت مـحمد صلى اللّه عليه وسلم ومبعثه ونبوّته. كما: ٥٨٣٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَتَكْتُـمُونَ الـحَقّ وأنْتُـمْ تَعْلَـمُونَ}: كتـموا شأن مـحمد، وهم يجدونه مكتوبـا عندهم فـي التوراة والإنـجيـل، يأمرهم بـالـمعروف، وينهاهم عن الـمنكر. ٥٨٣٩ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، قوله: {وَتَكْتُـمُونَ الـحَقّ وأنْتُـمْ تَعْلَـمُونَ} يقول: يكتـمون شأن مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وهم يجدونه مكتوبـا عندهم فـي التوراة والإنـجيـل، يأمرهم بـالـمعروف، وينهاهم عن الـمنكر. ٥٨٤٠ـ حدثنـي القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج: {تَكْتُـمُونَ الـحَقّ}: الإسلام، وأمر مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وأنتـم تعلـمون أن مـحمدا رسول اللّه ، وأن الدين الإسلام. وأما قوله: {وأنْتُـمْ تَعْلَـمُونَ} فإنه يعنـي به: وأنتـم تعلـمون أن الذي تكتـمونه من الـحقّ حقّ، وأنه من عند اللّه . وهذا القول من اللّه عزّ وجلّ خبر عن تعمد أهل الكتاب الكفر به، وكتـمانهم ما قد علـموا من نبوّة مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، ووجدوه فـي كتبهم وجاءتهم به أنبـياؤهم. |
﴿ ٧١ ﴾