٨٥

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: ومن يطلب دينا غير دين الإسلام لـيدين به، فلن يقبل اللّه منه، {وَهُوَ فِـي الاَخِرَةِ مِنَ الـخَاسِرِينَ}،

يقول: من البـاخسين أنفسهم حظوظها من رحمة اللّه عزّ وجلّ. وذُكر أن أهل كل ملة ادّعوا أنهم هم الـمسلـمون لـما نزلت هذه الاَية، فأمرهم اللّه بـالـحجّ إن كانوا صادقـين، لأن من سنة الإسلام الـحجّ، فـامتنعوا، فأدحض اللّه بذلك حجتهم. ذكر الـخبر بذلك:

٥٩٣٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، قال: زعم عكرمة: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِينا} فقالت الـملل: نـحن الـمسلـمون، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وَلِلّهِ علـى النّاسِ حِجّ البَـيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَـيْهِ سَبِـيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَـإِنّ اللّه غَنِـيّ عَنِ العالَـمِينَ} فحجّ الـمسلـمون، وقعد الكفـار.

حدثنا الـمثنى، قال: حدثنا القعنبـي، قال: حدثنا سفـيان، عن ابن أبـي نـجيح، عن عكرمة، قال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِينا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} قالت الـيهود: فنـحن الـمسلـمون، فأنزل اللّه عزّ وجلّ لنبـيه صلى اللّه عليه وسلم يحجّهم أن {لِلّهِ عَلَـى النّاسِ حِجّ البَـيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَـيْهِ سَبِـيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَـإِنّ اللّه غَنِـيّ عَنِ العَالَـمِينَ}.

٥٩٣٩ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا سفـيان، عن ابن أبـي نـجيح، عن عكرمة، قال: لـما نزلت: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينا}.. إلـى آخر الاَية، قالت الـيهود: فنـحن مسلـمون، قال اللّه عزّ وجلّ لنبـيه صلى اللّه عليه وسلم: قل لهم: إن {لِلّهِ علـى النّاسِ حِجّ البَـيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَـيْهِ سَبِـيلاً وَمَنْ كَفَرَ} من أهل الـملل {فَـإِنّ اللّه غَنِـيّ عَنِ العَالَـمِينَ}.

وقال آخرون فـي هذه الاَية بـما:

٥٩٤٠ـ حدثنا به الـمثنى، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس ، قوله: {إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَالّذِينَ هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِـاللّه وَالـيَوْمِ الاَخِرِ} إلـى قوله: {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} فأنزل اللّه عزّ وجلّ بعد هذا: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلاَمِ دِينا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}.

﴿ ٨٥