٨٩{أُولَئِكَ جَزَاوهُمْ} يعنـي: هؤلاء الذين كفروا بعد إيـمانهم، وبعد أن شهدوا أن الرسول حقّ، {جَزَاوهُمْ} ثوابهم من عملهم الذي عملوه، {أنّ عَلَـيْهِمْ لَعْنَةَ اللّه } يعنـي أن حلّ بهم من اللّه الإقصاء والبعد، ومن الـملائكة والناس إلا مـما يسوءهم من العقاب {أجْمَعِينَ} يعنـي من جميعهم: لا بعض من سماه جل ثناؤه من الـملائكة والناس، ولكن من جميعهم، وإنـما جعل ذلك جل ثناؤه ثواب عملهم، لأن عملهم كان بـاللّه كفرا. وقد بـينا صفة لعنة الناس الكافر فـي غير هذا الـموضع بـما أغنى عن إعادته. {خالِدِينَ فِـيها} يعنـي: ماكثـين فـيها، يعنـي: فـي عقوبة اللّه . {لاَ يُخَفّفُ عَنْهُمْ العَذَابُ} لا ينقصون من العذاب شيئا فـي حال من الأحوال ولا يُنفّسُون فـيه. {وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ} يعنـي: ولا هم ينظرون لـمعذرة يعتذرون، وذلك كله: أعنـي الـخـلود فـي العقوبة فـي الاَخرة. ثم استثنى جل ثناؤه الذين تابوا من هؤلاء الذين كفروا بعد إيـمانهم، فقال تعالـى ذكره: {إِلاّ الّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأصْلَـحُوا} يعنـي: إلا الذين تابوا من بعد ارتدادهم عن إيـمانهم، فراجعوا الإيـمان بـاللّه وبرسوله، وصدّقوا بـما جاءهم به نبـيهم صلى اللّه عليه وسلم من عند ربهم. {وأَصْلَـحُوا} يعنـي: وعملوا الصالـحات من الأعمال. {فـإِنّ اللّه غَفُورٌ رَحِيـمٌ} يعنـي فإن اللّه لـمن فعل ذلك بعد كفره {غَفُورٌ} يعنـي: ساتر علـيه ذنبه الذي كان منه من الردّة، فتارك عقوبته علـيه، وفضيحته به يوم القـيامة، غير مؤاخذه به إذا مات علـى التوبة منه، رحيـم متعطف علـيه بـالرحمة. |
﴿ ٨٩ ﴾