١٠٤القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمّةٌ ...} يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ} أيها الـمؤمنون، {أُمّةٌ} يقول: جماعة {يَدْعُونَ} الناس {إلـى الـخَيْرِ} يعنـي إلـى الإسلام وشرائعه التـي شرعها اللّه لعبـاده، {وَيأمُرُونَ بـالـمَعْرُوفِ} يقول: يأمرون الناس بـاتبـاع مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، ودينه الذي جاء به من عند اللّه ، {وَيْنهَوْنَ عَنِ الـمُنْكَرِ}: يعنـي وينهون عن الكفر بـالله، والتكذيب بـمـحمد، وبـما جاء به من عند اللّه بجهادهم بـالأيدي والـجوارح، حتـى ينقادوا لكم بـالطاعةوقوله: {وَأُولِئَكَ هُمُ الـمُفْلِـحُونَ} يعنـي: الـمنـجحون عند اللّه ، البـاقون فـي جناته ونعيـمه. وقد دللنا فـيـما مضى علـى معنى الإفلاح فـي غير هذا الـموضع بـما أغنى عن إعادته ههنا. ٦١٢٥ـ حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيـم، قال: حدثنا عيسى بن عمر القارىء، عن أبـي عون الثقـفـي، أنه سمع صبـيحا، قال: سمعت عثمان يقرأ: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إلـى الـخَيْرِ وَيأْمُرُونَ بـالـمَعْرُوفِ وَيْنهَوْنَ عَنِ الـمُنْكَرِ ويستعينون اللّه علـى ما أصابهم). ٦١٢٦ـ حدثنـي أحمد بن حازم، قال: حدثنا أبو نعيـم، قال: حدثنا ابن عيـينة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت ابن الزبـير يقرأ، فذكر مثل قراءة عثمان التـي ذكرناها قبل سواء. ٦١٢٧ـ حدثنا يحيـى بن أبـي طالب، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك : {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إلـى الـخَيْرِ وَيأمُرُونَ بـالـمَعْرُوفِ وَيْنهَوْنَ عَنِ الـمُنْكَرِ} قال: هم خاصة أصحاب رسول اللّه ، وهم خاصة الرواة. |
﴿ ١٠٤ ﴾