١٢٩القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَللّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَاللّه غَفُورٌ رّحِيمٌ } يعنـي بذلك تعالـى ذكره: لـيس لك يا مـحمد من الأمر شيء، ولله جميع ما بـين أقطار السموات والأرض من مشرق الشمس إلـى مغربها دونك ودونهم، يحكم فـيهم بـما شاء، ويقضي فـيهم ما أحبّ، فـيتوب علـى من أحبّ من خـلقه العاصين أمره ونهيه، ثم يغفر له ويعاقب من شاء منهم علـى جرمه، فـينتقم منه، وهو الغفور الذي يستر ذنوب من أحبّ أن يستر علـيه ذنوبه من خـلقه بفضله علـيهم بـالعفو والصفح، والرحيـم بهم فـي تركه عقوبتهم عاجلاً علـى عظيـم ما يأتون من الـمآثم. كما: ٦٣٢٥ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَاللّه غَفُورٌ رَحِيـمٌ}: أي يغفر الذنوب، ويرحم العبـاد علـى ما فـيهم. |
﴿ ١٢٩ ﴾