١٤٠

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ ... }

اختلف القراء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل الـحجاز والـمدينة والبصرة: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} كلاهما بفتـح القاف، بـمعنى: إن يـمسسكم القتل والـجراح يا معشر أصحاب مـحمد، فقد مسّ القوم من أعدائكم من الـمشركين قرح قتل وجراح مثله. وقرأ عامة قراء الكوفة: (إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ).

وأولـى القراءتـين بـالصواب، قراءة من قرأ: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} بفتـح القاف فـي الـحرفـين لإجماع أهل التأويـل علـى أن معناه القتل والـجراح، فذلك يدلّ علـى أن القراءة هي الفتـح. وكان بعض أهل العربـية يزعم أن القَرْح والقُرْح لغتان بـمعنى واحد، والـمعروف عند أهل العلـم بكلام العرب ما قلنا. ذكر من قال: إن القرح الـجراح والقتل:

٦٣٨٥ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} قال: جراح وقتل.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، مثله.

٦٣٨٦ـ حدثنـي مـحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الـحنفـي، عن عبـاد، عن الـحسن، فـي قوله: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} قال: إن يقتلوا منكم يوم أُحد، فقد قتلتـم منهم يوم بدر.

٦٣٨٧ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}. والقرح: الـجراحة، وذاكم يوم أُحد، فشا فـي أصحاب نبـي اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذ القتل والـجراحة، فأخبرهم اللّه عزّ وجلّ أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل الذي أصابكم، وأن الذي أصابكم عقوبة.

٦٣٨٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع فـي قوله: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} قال: ذلك يوم أُحد، فشا فـي الـمسلـمين الـجراح، وفشا فـيهم القتل، فذلك قوله: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}

يقول: إن كان أصابكم قرح فقد أصاب عدوكم مثله، يعزّي أصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم ويحثهم علـى القتال.

٦٣٨٩ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} والقرح: هي الـجراحات.

٦٣٩٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ} أي جراح، {فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}: أي جراح مثلها.

٦٣٩١ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا الـحكم بن أبـان، عن عكرمة، عن ابن عبـاس ، قال: نام الـمسلـمون وبهم الكلوم ـ يعنـي يوم أُحد ـ قال عكرمة: وفـيهم أنزلت: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلكَ الأيّامُ نُداوِلِهَا بـينَ الناسِ} وفـيهم أنزلت: {إنْ تَكُونُوا تَأْلَـمُونَ فإنّهُمْ يأْلَـمُونَ كَما تَأْلَـمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّه مَا لا يَرْجُونَ}.

وأما تأويـل قوله: {إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ} فإنه: إن يصبكم. كما:

٦٣٩٢ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: حدثنا عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس : {إن يـمْسَسْكُم}: إن يصبكم.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَتِلكَ الأيّامُ نُدَاوِلهَا بَـيْنَ النّاسِ}.

يعنـي تعالـى ذكره (بقوله): {وتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُها بَـيْنَ النّاسِ} أيام بدر وأُحد، ويعنـي بقوله: {نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ النّاسِ}: نـجعلها دولاً بـين الناس مصرفة، ويعنـي بـالناس: الـمسلـمين والـمشركين. وذلك أن اللّه عزّ وجلّ أدال الـمسلـمين من الـمشركين ببدر، فقتلوا منهم سبعين، وأسروا سبعين، وأدال الـمشركين من الـمسلـمين بـأُحد، فقتلوا منهم سبعين سوى من جرحوا منهم، يقال منه: أدال اللّه فلانا من فلان فهو يديـله منه إدالة إذا ظفر به فـانتصر منه مـما كان نال منه الـمدال منه.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك

قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

٦٣٩٣ـ حدثنـي مـحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو بكر الـحنفـي، عن عبـاد، عن الـحسن: {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ النّاسِ} قال: جعل اللّه الأيام دولاً، أدال الكفـار يوم أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

٦٣٩٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ}: إنه واللّه لولا الدول ما أوذي الـمؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من الـمؤمن، ويبتلـى الـمؤمن بـالكافر لـيعلـم اللّه من يطيعه مـمن يعصيه ويعلـم الصادق من الكاذب.

٦٣٩٥ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد اللّه بن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، قوله: {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ} فأظهر اللّه عزّ وجلّ نبـيه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه علـى الـمشركين يوم بدر، وأظهر علـيهم عدوّهم يوم أُحد. وقد يدال الكافر من الـمؤمن، ويبتلـى الـمؤمن بـالكافر، لـيعلـم اللّه من يطيعه مـمن يعصيه ويعلـم الصادق من الكاذب، وأما من ابتلـي منهم من الـمسلـمين يوم أُحد، فكان عقوبة بـمعصيتهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

٦٣٩٦ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ}: يوما لكم، ويوما علـيكم.

٦٣٩٧ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جريج:

قال ابن عبـاس : {نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ} قال: أدال الـمشركين علـى النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم يوم أُحد.

٦٣٩٨ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: حدثنا أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس قوله: {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ} فإنه كان يوم أُحد بـيوم بدر، قتل الـمؤمنون يوم أُحد، اتـخذ اللّه منهم شهداء، وغلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم بدر الـمشركين، فجعل له الدولة علـيهم.

٦٣٩٩ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا الـحكم بن أبـان، عن عكرمة، عن ابن عبـاس ، قال: لـما كان قتال أُحد، وأصاب الـمسلـمين ما أصاب، صعد النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم الـجبل، فجاء أبو سفـيان،

فقال: يا مـحمد، يا مـحمد، ألا تـخرج، ألا تـخرج؟ الـحرب سجال، يوم لنا، ويوم لكم! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: (أَجِيبُوهُ!)

فقالوا: لا سواء لا سواء، قتلانا فـي الـجنة، وقتلاكم فـي النار. فقال أبو سفـيان: لنا عزّى، ولا عزّى لكم. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (قُولُوا: اللّه مَوْلانا وَلا مَوْلَـى لَكُمْ). فقال أبو سفـيان: اعل هبل! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، (قُولُوا: اللّه أعلَـى وأجَلّ). فقال أبو سفـيان: موعدكم وموعدنا بدر الصغرى. قال عكرمة: وفـيهم أنزلت: {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ}.

حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: حدثنا ابن الـمبـارك. عن ابن جريج. عن ابن عبـاس ، فـي قوله: {وَتِلْكَ الأيامُ نُداوِلُهَا بَـيْنَ النّاسِ}: فإنه أدال علـى النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم يوم أحد.

٦٤٠٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَتِلَكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَ بَـيَنَ النّاسِ}: أي نصرفها للناس بـالبلاء والتـمـحيص.

٦٤٠١ـ حدثنـي إبراهيـم بن عبد اللّه ، أخبرنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الـحجبـي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن مـحمد فـي قول اللّه : {وَتِلْكَ الأيّامُ نُدَاوِلُهَا بَـيْنَ الناسِ} قال: يعنـي الأمراء.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا وَيَتّـخذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللّه لا يُحبّ الظّالِـمينَ}.

يعنـي بذلك تعالـى ذكره: ولـيعلـم اللّه الذين آمنوا ويتـخذ منكم شهداء نداولها بـين الناس. ولو لـم يكن فـي الكلام واو لكان قوله: (لـيعلـم) متصلاً بـما قبله، وكان: وتلك الأيام نداولها بـين الناس لـيعلـم اللّه الذين آمنوا. ولكن لـما دخـلت الواو فـيه آذنت بأن الكلام متصل بـما قبلها، وأن بعدها خبرا مطلوبـا للام التـي فـي قوله: (ولـيعلـم)، متعلقة به.

فإن قال قائل: وكيف

قـيـل: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا} معرفة، وأنت لا تستـجيز فـي الكلام: قد سألت فعلـمت عبد اللّه ، وأنت تريد: علـمت شخصه، إلا أن تريد: علـمت صفته وما هو؟

قـيـل: إن ذلك إنـما جاز مع الذين، لأن فـي (الذين) تأويـل (مَنْ) و(أيّ)، وكذلك جائز مثله فـي الألف واللام، كما قال تعالـى ذكره: {فَلَـيَعْلَـمَنّ اللّه الّذِينَ صَدَقُوا وَلَـيَعْلَـمَنّ الكاذِبِـينَ} لأن فـي الألف واللام من تأويـل (أيّ)، و(من) مثل الذي فـي (الذي). ولو جعل مع الاسم الـمعرفة اسم فـيه دلالة علـى (أيّ) جاز، كما يقال: سألت لأعلـم عبد اللّه من عمرو، ويراد بذلك: لأعرف هذا من هذا.

فتأويـل الكلام: ولـيعلـم اللّه الذين آمنوا منكم أيها القوم من الذين نافقوا منكم، نداول بـين الناس، فـاستغنى بقوله: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا منكم} عن ذكر قوله: {مِنَ الّذِينَ نافَقُوا} لدلالة الكلام علـيه، إذ كان فـي قوله: {الّذِينَ آمَنُوا} تأويـل (أيّ) علـى ما وصفنا. فكأنه

قـيـل: ولـيعلـم اللّه أيكم الـمؤمن، كما قال جل ثناؤه: {لنَعْلَـمَ أيّ الـحِزْبَـيْنِ أحْصَى} غير أن الألف واللام والذي ومِن، إذا وضعت مع العلـم موضع أيّ نصبت بوقوع العلـم علـيه، كما

قـيـل: ولـيعلـمنّ الكاذبـين، فأما (أيّ) فإنها ترفع.

وأما قوله: {وَيَتّـخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} فإنه يعنـي: ولـيعلـم اللّه الذين آمنوا، ولـيتـخذ منكم شهداء: أي لـيكرم منكم بـالشهادة من أراد أن يكرمه بها. والشهداء جمع شهيد¹ كما:

٦٤٠٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا وَيَتّـخذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} أي لـيـميز بـين الـمؤمنـين والـمنافقـين، ولـيكرم من أكرم من أهل الإيـمان بـالشهادة.

٦٤٠٣ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن الـمبـارك قراءة علـى ابن جريج فـي قوله: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا وَيَتّـخذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} قال: فإن الـمسلـمين كانوا يسألون ربهم: ربنا أرنا يوما كيوم بدر، نقاتل فـيه الـمشركين، ونُبْلـيكَ فـيه خيرا، ونلتـمس فـيه الشهادة! فلقوا الـمشركين يوم أُحد، فـاتـخذ منهم شهداء.

٦٤٠٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا وَيَتّـخذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} فكرّم اللّه أولـياءه بـالشهادة بأيدي عدوّهم، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة اللّه .

٦٤٠٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا وَيَتّـخذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} قال:

قال ابن عبـاس : كانوا يسألون الشهادة، فلقوا الـمشركين يوم أُحد، فـاتـخذ منهم شهداء.

٦٤٠٦ـ حدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ، قال: أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: {وَلـيَعْلَـمَ اللّه الّذِينَ آمَنُوا وَيَتّـخذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ} كان الـمسلـمون يسألون ربهم أن يريهم يوما كيوم بدر، يبلون فـيه خيرا، ويرزقون فـيه الشهادة، ويرزقون الـجنة والـحياة والرزق. فلقـي الـمسلـمون يوم أُحد فـاتـخذ اللّه منهم شهداء، وهم الذين ذكرهم اللّه عزّ وجلّ،

فقال: {وَلا تَقُولُوا لِـمَنْ يُقتَلُ فِـي سَبِـيـلِ اللّه أمْوَاتٌ}.. الاَية.

وأما قوله: {وَاللّه لا يُحِبّ الظالِـمِينَ} فإنه يعنـي به: الذين ظلـموا أنفسهم بـمعصيتهم ربهم. كما:

٦٤٠٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَاللّه لا يُحِبّ الظّالِـمِينَ}: أي الـمنافقـين الذي يظهرون بألسنتهم الطاعة، وقلوبهم مصرّة علـى الـمعصية.

﴿ ١٤٠