١٤٩

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ ... }

يعنـي بذلك تعالـى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا اللّه ورسوله، فـي وعد اللّه ووعيده وأمره ونهيه {إنْ تُطِيعُوا الّذِينَ كَفَرُوا}، يعنـي: الذين جحدوا نبوّة نبـيكم مـحمد صلى اللّه عليه وسلم من الـيهود والنصارى، فـيـما يأمرونكم به، وفـيـما ينهونكم عنه، فتقبلوا رأيهم فـي ذلك، وتنتصحوهم فـيـما تزعمون أنهم لكم فـيه ناصحون، {يَرُدّوكُمْ علـى أعْقابِكُمْ}

يقول: يحملوكم علـى الردّة بعد الإيـمان والكفر بـاللّه وآياته وبرسوله بعد الإسلام، {فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ}

يقول: فترجعوا عن إيـمانكم ودينكم الذي هداكم اللّه له خاسرين، يعنـي: هالكين، قد خسرتـم أنفسكم، وضللتـم عن دينكم، وذهبت دنـياكم وآخرتكم. ينهي بذلك أهل الإيـمان بـاللّه أن يطيعوا أهل الكفر فـي آرائهم، وينتصحوهم فـي أديانهم. كما:

٦٤٧٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا إنْ تُطِيعُوا الّذِينَ كَفَرُوا يَرُدّوكُمْ علـى أعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ}: أي عن دينكم: فتذهب دنـياكم وآخرتكم.

٦٤٧٣ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا إنْ تُطِيعُوا الّذِينَ كَفَرُوا} قال ابن جريج:

يقول: لا تنتصحوا الـيهود والنصارى علـى دينكم، ولا تصدّقوهم بشيءٍ فـي دينكم.

٦٤٧٤ـ حدثنا مـحمد قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا إنْ تُطِيعُوا الّذِينَ كَفَرُوا يَرُدّوكُمْ علـى أعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ}

يقول: إن تطيعوا أبـا سفـيان يردّكم كفـارا.

﴿ ١٤٩