١٥٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ ...}

يعنـي بقوله تعالـى ذكره: ولقد صدقكم اللّه أيها الـمؤمنون من أصحاب مـحمد صلى اللّه عليه وسلم بـأُحد وعده الذي وعدهم علـى لسان رسوله مـحمد صلى اللّه عليه وسلم. والوعد الذي كان وعدهم علـى لسانه بـأُحد قوله للرماة: (اثْبُتُوا مَكانَكُمْ وَلا تَبْرَحُوا وَإنْ رأيْتُـمُونا قَدْ هَزَمْناهُمْ، فإنّا لَنْ نَزاَلَ غالبـينَ ما ثَبَتّـمْ مَكانَكُمْ)، وكان وعدهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم النصر يومئذ إن انتهوا إلـى أمره¹ كالذي:

٦٤٧٨ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، قال: لـما برز رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلـى الـمشركين بـأُحد، أمر الرماة، فقاموا بأصل الـجبل فـي وجوه خيـل الـمشركين، وقال: (لا تَبْرَحُوا مَكانَكُمْ إنْ رأيْتُـمُونا قَدْ هَزَمْناهُمْ، فإنّا لَنْ نَزَالَ غالِبِـينَ ما ثَبَتّـمْ مَكانَكُمْ) وأمّر علـيهم عبد اللّه بن جبـير أخا خوّات بن جبـير، ثم إن طلـحة بن عثمان صاحب لواء الـمشركين قام فقال: يا معشر أصحاب مـحمد، إنكم تزعمون أن اللّه يعجلنا بسيوفكم إلـى النار، ويعجلكم بسيوفنا إلـى الـجنة، فهل منكم أحد يعجله اللّه بسيفـي إلـى الـجنة، أو يعجلنـي بسيفه إلـى النار؟ فقام إلـيه علـيّ بن أبـي طالب،

فقال: والذي نفسي بـيده، لا أفـارقك حتـى يعجلك اللّه بسيفـي إلـى النار، أو يعجلنـي بسيفك إلـى الـجنة! فضربه علـيّ، فقطع رجله فسقط، فـانكشفت عورته،

فقال: أنشدك اللّه والرحم يا ابن عم! فكبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم

وقال لعلـيّ أصحابه: ما منعك أن تـجهز علـيه؟ قال: إن ابن عمي ناشدنـي حين انكشفت عورته فـاستـحيـيت منه. ثم شدّ الزبـير بن العوّام والـمقداد بن الأسود علـى الـمشركين، فهزماهم، وحمل النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه، فهزموا أبـا سفـيان، فلـما رأى ذلك خالد بن الولـيد وهو علـى خيـل الـمشركين حمل، فرمته الرماة، فـانقمع¹ فلـما نظر الرماة إلـى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه فـي جوف عسكر الـمشركين ينتهبونه، بـادروا الغنـيـمة،

فقال بعضهم: لا نترك أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. فـانطلق عامتهم، فلـحقوا بـالعسكر¹ فلـما رأى خالد قلة الرماة، صاح فـي خيـله، ثم حمل فقتل الرماة، ثم حمل علـى أصحاب النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم¹ فلـما رأى الـمشركون أن خيـلهم تقاتل، تنادوا، فشدّوا علـى الـمسلـمين، فهزموهم وقتلوهم.

٦٤٧٩ـ حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا مصعب بن الـمقدام، قال: حدثنا إسرائيـل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن البراء، قال: لـما كان يوم أُحد ولقـينا الـمشركين، أجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجالاً بإزاء الرماة، وأمّر علـيهم عبد اللّه بن جبـير أخا خوّات بن جبـير، وقال لهم: (لا تَبْرَحُوا مَكانَكُمْ! إنْ رأيْتُـمُونا ظَهَرْنا عَلَـيْهِمْ فَلا تَبْرَحُوا، وَإنْ رأيْتُـمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَـيْنا فَلا تُعِينُونا) فلـما التقـى القوم، هُزم الـمشركون حتـى رأيت النساء قد رفعن عن سوقهن، وبدت خلاخـلهن، فجعلوا يقولون: الغنـيـمة الغنـيـمة! قال عبد اللّه : مهلاً، أما علـمتـم ما عهد إلـيكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فأبوا، فـانطلقوا، فلـما أتوهم صرف اللّه وجوههم، فأصيب من الـمسلـمين سبعون قتـيلاً.

حدثنا سفـيان بن وكيع، قال: حدثنا أبـي، عن إسرائيـل، عن أبـي أسحاق، عن البراء، بنـحوه.

٦٤٨٠ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، ابن عبـاس قوله: {وَلَقَدْ صَدقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ إذْ تَـحُسّونهُمْ بإذْنِهِ} فإن أبـا سفـيان أقبل فـي ثلاث لـيال خـلون من شوّال، حتـى نزل أُحدا، وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأذن فـي الناس، فـاجتـمعوا، وأمّر علـى الـخيـل الزبـير بن العوّام، ومعه يومئذ الـمقداد بن الأسود الكندي، وأعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللواء رجلاً من قريش يقال له مصعب بن عمير، وخرج حمزة بن عبد الـمطلب بـالـحُسّر، وبعث حمزة بـين يديه، وأقبل خالد بن الولـيد علـى خيـل الـمشركين ومعه عكرمة بن أبـي جهل، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الزبـير، وقال: (اسْتَقْبِلْ خَالِدَ بْنَ الوَلِـيدِ فَكُنْ بإزَائِهِ حَتّـى أوذِنْكَ!) وأمر بخيـل أخرى، فكانوا من جانب آخر،

فقال: (لا تَبْرَحُوا حتـى أوذِنَكُمْ!) وأقبل أبو سفـيان يحمل اللات والعزّى، فأرسل النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم إلـى الزبـير أن يحمل، فحمل علـى خالد بن الولـيد، فهزمه ومن معه، كما قال: {لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ إذْ تَـحُسّونَهُمْ بإذْنِهِ حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ وَتَنازَعْتُـمْ فـي الأمْرِ وَعَصَيْتُـمْ مِنْ بَعْدِ ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} وإن اللّه وعد الـمؤمنـين أن ينصرهم، وأنه معهم.

٦٤٨١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: ثنـي مـحمد بن مسلـم بن عبـيد اللّه الزهري، أن مـحمد بن يحيـى بن حبـان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والـحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علـمائنا فـي قصة ذكرها عن أُحد، ذكر أن كلهم قد حدّث ببعضها، وأن حديثهم اجتـمع فـيـما ساق من الـحديث، فكان فـيـما ذكر فـي ذلك: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نزل الشعب من أحد فـي عُدْوة الوادي إلـى الـجبل، فجعل ظهره وعسكره إلـى أحد، وقال: (لا تُقَاتِلُوا حَتّـى نَأْمُرَ بـالِقَتال)، وقد سرحت قريش الظهر والكُراع فـي زروع كانت بـالصّمْغة من قناة للـمسلـمين، فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن القتال: أتُرْعى زروع بنـي قـيـلة ولـما نُضارب! وصفّنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للقتال، وهو فـي سبعمائة رجل، وتصافّ قريش وهم ثلاثة آلاف، ومعهم مائتا فرس قد جَنَبُوها، فجعلوا علـى ميـمنة الـخيـل خالد بن الولـيد، وعلـى ميسرتها عكرمة بن أبـي جهل. وأمّر رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم علـى الرماة عبد اللّه بن جبـير أخا بنـي عمرو بن عوف، وهو يومئذ معلـم بثـياب بـيض، والرماة خمسون رجلاً، وقال: (انْضَحْ عَنّا الـخَيْـلَ بـالّنْبِل لا يَأْتُونَا مِنْ خَـلْفِنَا! إنْ كَانَتْ لنا أو عَلَـيْنَا فـاثْبُتْ مَكَانَكَ، لا نُؤْتَـيَنّ مِنْ قَبِلِكَ!) فلـما التقـى الناس، ودنا بعضهم من بعض، واقتتلوا حتـى حميت الـحرب، وقاتل أبو دجانة حتـى أمعن فـي الناس، وحمزة بن عبد الـمطلب، وعلـيّ بن أبـي طالب فـي رجال من الـمسلـمين، فأنزل اللّه عزّ وجلّ نصره، وصدقهم وعده، فحسّوهم بـالسيوف حتـى كشفوهم، وكانت الهزيـمة لا شك فـيها.

٦٤٨٢ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن مـحمد بن إسحاق، عن يحيـى بن عبـاد بن عبد اللّه بن الزبـير، عن أبـيه، عن جده، قال: قال الزبـير: واللّه لقد رأيتنـي أنظر إلـى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمّرات هوازم، ما دون إحداهن قلـيـل ولا كثـير، إذ مالت الرماة إلـى العسكر حين كشفنا القوم عنه، يريدون النهب، وخـلوا ظهورنا للـخيـل، فـأُتـينا من أدبـارنا، وصرخ صارخ: ألا إن مـحمدا قد قُتل! فـانكفأنا وأنكفأ علـينا القوم بعد أن هزمنا أصحاب اللواء، حتـى ما يدنو منه أحد من القوم.

٦٤٨٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق فـي قوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ}: أي لقد وفـيت لكم بـما وعدتكم من النصر علـى عدوّكم.

٦٤٨٤ـ حُدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، قوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللّه وَعْدَهُ}، وذلك يوم أُحد، قال لهم: (إنّكُمْ سَتَظْهَرُونَ فَلاَ تَأْخُذُوا ما أصَبْتُـمْ مِنْ غَنائمهِمْ شَيْئا حتـى تَفْرُغُوا) فتركوا أمر نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وعصوا، ووقعوا فـي الغنائم، ونسوا عهده الذي عهده إلـيهم، وخالفوا إلـى غير ما أمرهم به.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ بإذْنِهِ}.

يعنـي تعالـى ذكره بذلك: ولقد وفـى اللّه لكم أيها الـمؤمنون من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بـما وعدكم من النصر علـى عدوّكم بأحُد، حين تـحسّونهم، يعنـي: حين تقتلونهم. يقال منه: حَسّهُ يَحُسّهُ حَسّا: إذا قتله. كما:

٦٤٨٥ـ حدثنـي مـحمد بن عبد اللّه بن سعيد الواسطي، قال: حدثنا يعقوب بن عيسى، قال: ثنـي عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن مـحمد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن الـمسور بن مخرمة، عن أبـيه، عن عبد الرحمن بن عوف فـي قوله: {إذْ تَـحُسّوَنهُمْ بإذْنِهِ} قال: الـحَسّ: القتل.

٦٤٨٦ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا ابن أبـي الزناد، عن أبـيه، قال: سمعت عبـيد اللّه بن عبد اللّه يقول في قول اللّه عز وجل: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ} قال: القتل.

٦٤٨٧ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: {إذْ تَـحُسّوَنهُمْ بإذْنِهِ} قال: تقتلونهم.

٦٤٨٨ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ إذْ تَـحُسّوَنهُمْ} أي قتلاً بإذنه.

حدثنا الـحسن بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ}

يقول: إذ تقتلونهم.

٦٤٨٩ـ حُدثت عن عمار، عن ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ بإذْنِهِ} والـحَسّ القتل.

٦٤٩٠ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ بإذْنِهِ}

يقول: تقتلونهم.

٦٤٩١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ} بـالسيوف: أي بـالقتل.

٦٤٩٢ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن مبـارك، عن الـحسن: {إذْ تَـحُسّونَهُمْ بإذْنِهِ} يعنـي: القتل.

٦٤٩٣ـ حدثنـي علـيّ بن داود، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ بن أبـي طلـحة، عن ابن عبـاس : قوله: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ بإذْنِهِ}

يقول: تقتلونهم.

وأما قوله: {بإذْنِهِ} فإنه يعنـي: بحكمي وقضائي لكم بذلك وتسلـيطي إياكم علـيهم. كما:

٦٤٩٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {إذْ تَـحُسّوَنَهُمْ} بإذنـي وتسلـيطي أيديكم علـيهم، وكفـي أيديهم عنكم.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ وَتَنازَعْتُـمْ فِـي الأمْرِ وَعَصَيْتُـمْ مِنْ بَعْدِ ما أراكُمْ ما تُـحِبّونَ}.

يعنـي بقوله جلّ ثناؤه: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ}: حتـى إذا جبنتـم وضعفتـم، {وتَنازَعتـمْ فـي الأمْرِ} بقول: واختلفتـم فـي أمر اللّه ¹

يقول: وعصيتـم وخالفتـم بنـيكم، فتركتـم أمره، وما عهد إلـيكم. وإنـما يعنـي بذلك الرماة الذين كان أمرهم صلى اللّه عليه وسلم بلزوم مركزهم ومقعدهم من فم الشعب بـأُحد، بإزاء خالد بن الولـيد ومن كان معه من فرسان الـمشركين الذين ذكرنا قبلُ أمرهم.

وأما قوله: {مِنْ بَعْدِ ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} فإنه يعنـي بذلك: من بعد الذي أراكم اللّه أيها الـمؤمنون بـمـحمد من النصر والظفر بـالـمشركين، وذلك هو الهزيـمة التـي كانوا هزموهم عن نسائهم وأموالهم قبل ترك الرماة مقاعدهم التـي كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقعدهم فـيها، وقبل خروج خيـل الـمشركين علـى الـمؤمنـين من ورائهم.

وبنـحو الذي قلنا تظاهرت الأخبـار عن أهل التأويـل، وقد مضى ذكر بعض من قال، وسنذكر قول بعض من لـم يذكر قوله فـيـما مضى. ذكر من قال ذلك:

٦٤٩٥ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ وَتَنازَعْتُـمْ فِـي الأمْرِ} أي اختلفتـم فـي الأمر، {وعصيتـمْ مِنْ بَعْدِ ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} وذاكم يوم أُحد، عهد إلـيهم نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأمرهم بأمر، فنسوا العهد وجاوزوا وخالفوا ما أمرهم بنـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فـانصرف علـيهم عدوّهم بعد ما أراهم من عدوّهم ما يحبون.

٦٤٩٦ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث ناسا من الناس ـ يعنـي: يوم أُحد ـ فكانوا من ورائهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (كُونُوا هَهُنا فَرُدّوا وَجْهَ مَنْ قَدِمَنا، وكُونُوا حَرَسا لَنا مِنْ قِبَلِ ظُهُورِنا) وأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لـما هزم القوم هو وأصحابه، اختلف الذين كانوا جعلوا من ورائهم، فقال بعضهم لبعض لـما رأوا النساء مصعدات فـي الـجبل، ورأوا الغنائم،

قالوا: انطلقوا إلـى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأدركوا الغنـيـمة قبل أن تسبقوا إلـيها! وقالت طائفة أخرى: بل نطيع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فنثبت مكاننا. فذلك قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا} للذين أرادوا الغنـيـمة، {وِمِنْكُمْ مَنْ يُريدُ الاَخِرَةَ} للذين

قالوا: نطيع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونثبت مكاننا. فأتوا مـحمدا صلى اللّه عليه وسلم، فكان فشلاً حين تنازعوا بـينهم¹

يقول: {وَعَصَيْتُـمْ مِنْ بَعْد مَا أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} كانوا قد رأوا الفتـح والغنـيـمة.

٦٤٩٧ـ حُدثت عن عمار، عن ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ}

يقول: جبنتـم عن عدوّكم، {وَتَنازَعْتُـمْ فِـي الأمْرِ}

يقول: اختلفتـم وعصيتـم، {مِنْ بَعْدِ ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} وذلك يوم أُحد، قال لهم: (إنّكَم سَتَظْهَرُونَ فلا أعَرِفنّ ما أصَبْتُـمْ مِنْ غَنَائمهم شَيْئا حتـى تفَرغُوا)، فتركوا أمر نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعصوا، ووقعوا فـي الغنائم، ونسوا عهده الذي عهده إلـيهم، وخالفوا إلـى غير ما أمرهم به، فـانصرف علـيهم عدوّهم من بعد ما أراهم فـيهم ما يحبون.

٦٤٩٨ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ} قال ابن جريج:

قال ابن عبـاس : الفشل: الـجبن.

٦٤٩٩ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ وَتَنازَعْتُـمْ فِـي الأمْرِ وَعَصَيْتُـمْ مِنْ بَعْدِ ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} من الفتـح.

٦٥٠٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ}: أي تـخاذلتـم، {وَتَنَازَعْتُـمْ فِـي الأمْرِ} أي اختلفتـم فـي أمري، {وَعَصَيْتُـمْ}: أي تركتـم أمر نبـيكم صلى اللّه عليه وسلم وما عهد إلـيكم، يعنـي: الرماة. {مِنْ بَعْد ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} أي الفتـح لا شكّ فـيه، وهزيـمة القوم عن نسائهم وأموالهم.

٦٥٠١ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن الـمبـارك، عن الـحسن: {مِنْ بَعْدِ ما أرَاكُمْ مَا تُـحِبّونَ} يعنـي: من الفتـح.

وقـيـل: معنى قوله: {حتـى إذَا فَشِلْتُـمْ وَتَنَازَعْتُـمْ فِـي الأمْرِ وَعَصَيْتُـمْ مِنْ بَعْد ما أرَاكُمْ ما تُـحِبّونَ} حتـى إذا تنازعتـم فـي الأمر فشلتـم وعصيتـم من بعد ما أراكم ما تـحبون أنه من الـمقدّم الذي معناه التأخير، وإن الواو دخـلت فـي ذلك، ومعناها: السقوط كما قلنا فـي: {فَلَـمّا أسْلَـما وَتَلّهُ للْـجَبِـينِ وَنادَيْناهُ} معناه: ناديناه، وهذا مقول فـي (حتـى إذا) وفـي (فلـما أنْ)، ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: {حتـى إذَا فُتِـحَتْ يَأْجُوجُ وَمأجُوجُ} ثم قال: {وَاقْتَرَبَ الوَعْدُ الـحَقّ} ومعناه: اقترب، وكما قال الشاعر:

حتـى إذَا قَمِلَتْ بُطُونُكُمُوَرأيْتُـمُ أبْناءَكُمْ شَبّوا

وَقلبْتُـمْ ظَهْرَ الـمِـجَنّ لنَاإنّ اللّئِيـمَ العاجِزُ الـخَبّ

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ}.

يعنـي جل ثناؤه بقوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا}: الذين تركوا مقعدهم الذي أقعدهم فـيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فـي الشعب من أحد لـخيـل الـمشركين، ولـحقوا بـمعسكر الـمسلـمين طلب النهب إذ رأوا هزيـمة الـمشركين {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ} يعنـي بذلك: الذين ثبتوا من الرماة فـي مقاعدهم التـي أقعدهم فـيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، واتبعوا أمره، مـحافظة علـى عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وابتغاء ما عند اللّه من الثواب بذلك من فعلهم، والدار الاَخرة. كما:

٦٥٠٢ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ} فـالذين انطلقوا يريدون الغنـيـمة، هم أصحاب الدنـيا والذين بقوا، و

قالوا: لا نـخالف قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أرادوا الاَخرة.

٦٥٠٣ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس مثله.

٦٥٠٤ـ حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ، قال: حدثنا عبـيد بن سلـيـمان، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: {مِنْكُمْ مَنْ يُريدُ الدّنْـيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ} فإن نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر يوم أُحد طائفة من الـمسلـمين،

فقال: (كُونُوا مَسْلَـحَةً للنّاسِ) بـمنزلة أمرهم أن يثبوا بها، وأمرهم أن لا يبرحوا مكانهم حتـى يأذن لهم، فلـما لقـي بنـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم أُحد أبـا سفـيان ومن معه من الـمشركين، هزمهم نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فلـما رأى الـمسلـحةُ أن اللّه عزّ وجلّ هزم الـمشركين، انطلق بعضهم وهم يتنادون: الغنـيـمة الغنـيـمة لا تفتكم! وثبت بعضهم مكانهم، و

قالوا: لا نريـم موضعنا حتـى يأذن لنا نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم. ففـي ذلك نزل: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ} فكان ابن مسعود

يقول: ما شعرت أن أحدا من أصحاب النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يريد الدنـيا وعَرَضها حتـى كان يوم أحد.

٦٥٠٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، قال: قال ابن جريج:

قال ابن عبـاس : لـما هزم اللّه الـمشركين يوم أُحد، قال الرماة: أدركوا الناس ونبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يسبقوكم إلـى الغنائم فتكون لهم دونكم! .

وقال بعضهم: لا نريـم حتـى يأذن لنا النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم، فنزلت: {مِنكُمْ مَنْ يُريدُ الدّنْـيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ} قال ابن جريج: قال ابن مسعود: ما علـمنا أن أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يريد الدنـيا وعرضها حتـى كان يومئذٍ.

٦٥٠٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن الـمبـارك، عن الـحسن: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا} هؤلاء الذين يحوزون الغنائم، {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ} الذين يتبعونهم يقتلونهم.

٦٥٠٧ـ حدثنا الـحسين بن عمرو بن مـحمد العنقزيّ، قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ عن عبد خير، قال: قال عبد اللّه : ما كنت أرى أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريد الدنـيا، حتـى نزل فـينا يوم أُحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنْـيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الاَخِرَةَ}.

حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ، عن عبد خير، قال: قال ابن مسعود: ما كنت أظن أن من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذٍ أحدا يريد الدنـيا حتـى قال اللّه ما قال.

٦٥٠٨ـ حدثت عن عمار، عن ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع، قال: قال عبد اللّه بن مسعود لـما رآهم وقعوا فـي الغنائم: ما كنت أحسب أن أحدا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يريد الدنـيا حتـى كان الـيوم.

٦٥٠٩ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس ، قال: كان ابن مسعود

يقول: ما شعرت أن أحدا من أصحاب النبـيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يريد الدنـيا وَعَرَضها حتـى كان يومئذٍ.

٦٥١٠ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدّنـيْا} أي الذين أرادوا النهب رغبة فـي الدنـيا وترك ما أمروا به من الطاعة التـي علـيها ثواب الاَخرة، {وَمِنْكُمْ مَنْ يَرِيدُ الاَخرَةَ}: أي الذين جاهدوا فـي اللّه لـم يخالفوا إلـى ما نهوا عنه لعرض من الدنـيا رغبة فـي رجاء ما عند اللّه من حسن ثوابه فـي الاَخرة.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ثُمّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِـيَبْتَلِـيَكُمْ}.

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: ثم صرفكم أيها الـمؤمنون عن الـمشركين بعد ما أراكم ما تـحبون فـيهم، وفـي أنفسكم من هزيـمتكم إياهم، وظهوركم علـيهم، فردّ وجوهكم عنهم لـمعصيتكم أمر رسولـي، ومخالفتكم طاعته، وإيثاركم الدنـيا علـى الاَخرة، عقوبة لكم علـى ما فعلتـم، لـيبتلـيكم،

يقول: لـيختبركم، فـيتـميز الـمنافق منكم من الـمخـلص، الصادق فـي إيـمانه منكم. كما:

٦٥١١ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: ثم ذكر حين مال علـيهم خالد بن الولـيد: {ثُمّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِـيَبْتَلـيكُمْ}.

٦٥١٢ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن مبـارك، عن الـحسن فـي قوله: {ثُمّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ} قال: صرف القوم عنهم، فقتل من الـمسلـمين بعدّة من أسروا يوم بدر، وقتل عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكسرت ربـاعيته، وشجّ فـي وجهه، وكان يـمسح الدم عن وجهه، و

يقول: (كَيْفَ يُفْلِـحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِـيّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلـى رَبّهِمْ؟)¹ فنزلت: {لَـيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ}.. الاَية،

فقالوا: ألـيس كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعدنا النصر؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّه وَعْدَهُ} إلـى قوله: {ثُمّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِـيَبْتَلَـيكُمْ وَلَقَدْ عَفَـا عَنْكُمْ}.

٦٥١٣ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {ثُمّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِـيَبْتَلَـيكُمْ}: أي صرفكم عنهم لـيختبركم، وذلك ببعض ذنوبكم.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلَقَدْ عَفـا عَنْكُمْ وَاللّه ذُو فَضْلٍ علـى الـمُؤْمِنِـين}.

يعنـي بقوله جلّ ثناؤه: {وَلَقَدْ عَفـا عَنْكُمْ}: ولقد عفـا اللّه أيها الـمخالفون أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، والتاركون طاعته، فـيـما تقدم إلـيكم من لزوم الـموضع الذي أمركم بلزومه عنكم، فصفح لكم من عقوبة ذنبكم الذي أتـيتـموه عما هو أعظم مـما عاقبكم به من هزيـمة أعدائكم إياكم، وصرف وجوهكم عنهم إذ لـم يستأصل جمعكم. كما:

٦٥١٤ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن مبـارك، عن الـحسن، فـي قوله: {وَلَقَد عَفـا عَنْكُمْ} قال: قال الـحسن وصفق بـيديه: وكيف عفـا عنهم وقد قتل منهم سبعون، وقتل عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكسرت ربـاعيته، وشجّ فـي وجهه؟ قال: ثم

يقول: قال اللّه عزّ وجلّ: قد عفوت عنكم إذ عصيتـمونـي أن لا أكون استأصلتكم

قال: ثم يقول الـحسن: هؤلاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وفـي سبـيـل اللّه غضاب لله، يقاتلون أعداء اللّه ، نهوا عن شيء فصنعوه، فواللّه ما تركوا حتـى غموا بهذا الغمّ، فأفسق الفـاسقـين الـيوم يتـجرأ علـى كل كبـيرة، ويركب كل داهية، ويسحب علـيها ثـيابه، ويزعم أن لا بأس علـيه، فسوف يعلـم.

٦٥١٥ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قوله: {وَلَقَدْ عَفـا عَنْكُمْ} قال: لـم يستأصلكم.

٦٥١٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَلَقَدْ عَفـا عَنْكُمْ}: ولقد عفـا اللّه عن عظيـم ذلك لـم يهلككم بـما أتـيتـم من معصية نبـيكم، ولكن عُدْت بفضلـي علـيكم.

وأما قوله: {وَاللّه ذُو فَضْلٍ علـى الـمُؤْمِنِـينَ} فإنه يعنـي: واللّه ذو طول علـى أهل الإيـمان به وبرسوله بعفوه لهم عن كثـير ما يستوجبون به العقوبة علـيه من ذنوبهم، فإن عاقبهم علـى بعض ذلك، فذو إحسان إلـيهم بجميـل أياديه عندهم. كما:

٦٥١٧ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَلَقَدْ عَفـا عَنْكُمْ وَاللّه ذُو فَضْلٍ علـى الـمُؤْمِنِـينَ}

يقول: وكذلك منّ اللّه علـى الـمؤمنـين أن عاقبهم ببعض الذنوب فـي عاجل الدنـيا أدبـا وموعظة، فإنه غير مستأصل لكل ما فـيهم من الـحقّ له علـيهم، لـما أصابوا من معصيته، رحمة لهم، وعائدة علـيهم لـما فـيهم من الإيـمان.

﴿ ١٥٢