١٦٣

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّه واللّه بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

يعنـي تعالـى ذكره بذلك: أن من اتبع رضوان اللّه ، ومن بـاء بسخط من اللّه مختلفو الـمنازل عند اللّه ، فلـمن اتبع رضوان اللّه الكرامة والثواب الـجزيـل، ولـمن بـاء بسخط من اللّه الـمهانة والعقاب الألـيـم. كما:

٦٦٢٤ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه وَاللّه بِصِيرٌ بِـمَا يَعْمَلُونَ}: أي لكل درجات مـما عملوا فـي الـجنة والنار، إن اللّه لا يخفـى علـيه أهل طاعته من أهل معصيته.

٦٦٢٥ـ حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس : {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه }

يقول: بأعمالهم.

وقال آخرون: معنى ذلك لهم درجات عند اللّه ، يعنـي: لـمن اتبع رضوان اللّه منازل عند اللّه كريـمة. ذكر من قال ذلك:

٦٦٢٦ـ حدثنا مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد فـي قوله: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه } قال: هي كقوله لهم درجات عند اللّه .

٦٦٢٧ـ حدثنا مـحمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللّه }

يقول: لهم درجات عند اللّه .

وقـيـل قوله: {هُمْ دَرَجَاتٌ} كقول القائل: هم طبقات، كما قال ابن هَرْمة:

إنْ حُمّ الـمَنُونُ يكُون قَوْمٌلِرَيْبِ الدّهْرِ أمْ دَرَجَ السّيُول

وأما قوله: {وَاللّه بِصِيرٌ بِـمَا يَعْمَلُونَ} فإنه يعنـي: واللّه ذو علـم بـما يعمل أهل طاعته ومعصيته، لا يخفـى علـيه من أعمالهم شيء، يحصي علـى الفريقـين جميعا أعمالهم، حتـى توفـى كل نفس منهم جزاء ما كسبت من خير وشرّ. كما:

٦٦٢٨ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَاللّه بِصِيرٌ بِـمَا يَعْمَلُونَ}

يقول: إن اللّه لا يخفـى علـيه أهل طاعته من أهل معصيته.

﴿ ١٦٣