١٧١

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّه وَفَضْلٍ وَأَنّ اللّه لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }

يقول جل ثناؤه: {يَسْتَبْشِرُونَ} يفرحون، {بِنِعْمَةٍ مِنْ اللّه } يعنـي بـما حبـاهم به تعالـى ذكره من عظيـم كرامته عند ورودهم علـيه، {وفَضْلٍ}

يقول: وبـما أسبغ علـيهم من الفضل وجزيـل الثواب علـى ما سلف منهم من طاعة اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم وجهاد أعدائه. {وأنّ اللّه لا يُضِيع أجْر الـمُؤْمِنِـينَ}. كما:

٦٦٧٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن أبـي إسحاق: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللّه وفَضْلٍ}.. الاَية، لـما عاينوا من وفـاء الـموعود وعظيْـم الثواب.

واختلف القراء فـي قراءة قوله: {وأنّ اللّه لا يُضِيعُ أجْر الـمُؤْمِنِـينَ}، فقرأ ذلك بعضهم بفتـح الألف من (أنّ) بـمعنى: يستبشرون بنعمة من اللّه وفضل، وبأن اللّه لا يضيع أجر الـمؤمنـين. وبكسر الألف علـى الاستئناف¹ واحتـج من قرأ ذلك كذلك بأنها فـي قراءة عبد اللّه : (وفَضْلٍ واللّه لا يُضِيعُ أجْر الـمُؤْمِنِـينَ)

قالوا: فذلك دلـيـل علـى أن قوله: (وإِنّ اللّه ) مستأنف غير متصل بـالأول.

ومعنى قوله: {لا يُضِيعُ أجْر الـمُؤْمِنِـينَ}: لا يبطل جزاء أعمال من صدق رسوله واتبعه وعمل بـما جاءه من عند اللّه .

وأولـى القراءتـين بـالصواب قراءة من قرأ ذلك: {وأنّ اللّه } بفتـح الألف، لإجماع الـحجة من القراء علـى ذلك.

﴿ ١٧١