١٧٦

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَلاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ...}

 

يقول جلّ ثناؤه: ولا يحزنك يا مـحمد كفر الذين يسارعون فـي الكفر مرتدّين علـى أعقابهم من أهل النفـاق، فإنهم لن يضرّوا اللّه بـمسارعتهم فـي الكفر شيئا، كما أن مسارعتهم لو سارعوا إلـى الإيـمان لـم تكن بنافعته، كذلك مسارعتهم إلـى الكفر غير ضارّته. كما:

٦٧٠٥ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قوله: {وَلا يَحزُنْكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِـي الكُفرِ} يعنـي: هم الـمنافقون.

٦٧٠٦ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {وَلا يَحزُنْكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِـي الكُفرِ} أي الـمنافقون.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يُرِيدُ اللّه أنْ لا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّا فِـي الاَخِرَةِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيـمٌ}.

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: يريد اللّه أن لا يجعل لهؤلاء الذين يسارعون فـي الكفر نصيبـا فـي ثواب الاَخرة، فلذلك خذلهم، فسارعوا فـيه. ثم أخبر أنهم مع حرمانهم ما حرموا من ثواب الاَخرة، لهم عذاب عظيـم فـي الاَخرة، وذلك عذاب النار

وقال ابن إسحاق فـي ذلك بـما:

٦٧٠٧ـ حدثنـي ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: {يُرِيدُ اللّه أنْ لا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّا فِـي الاَخِرَةِ}: أن يحبط أعمالهم.

﴿ ١٧٦