١٨٩

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَللّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاللّه عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.

وهذا تكذيب من اللّه جل ثناؤه الذين

قالوا: {إنّ اللّه فَقِـيرٌ وَنـحْنُ أغْنِـياءُ}

يقول تعالـى ذكره مكذّبـا لهم: لله ملك جميع ما حوته السموات والأرض، فكيف يكون أيها الـمفترون علـى اللّه من كان ملك ذلك له فقـيرا! ثم أخبر جل ثناؤه أنه القادر علـى تعجيـل العقوبة لقائلـي ذلك ولكلّ مكذب به ومفتر علـيه وعلـى غير ذلك مـما أراد وأحبّ، ولكنه تفضل بحلـمه علـى خـلقه،

فقال: {وَاللّه علـى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يعنـي: من إهلاك قائل ذلك، وتعجيـل عقوبته لهم، وغير ذلك من الأمور.

﴿ ١٨٩