١٩٦

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لاَ يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ }.

يعنـي بذلك جل ثناؤه: ولا يغرنك يا مـحمد تقلب الذين كفروا فـي البلاد، يعنـي: تصرفهم فـي الأرض وضربهم فـيها. كما:

٦٧٩٣ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسبـاط، عن السدي: {لا يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ الّذِينَ كَفَرُوا فِـي البِلادَ}

يقول: ضربهم فـي البلاد.

فنهى اللّه تعالـى ذكره نبـيه صلى اللّه عليه وسلم عن الاغترار بضربهم فـي البِلاد، وإمهال اللّه إياهم مع شركهم وجحودهم نعمه، وعبـادتهم غيره. وخرج الـخطاب بذلك للنبـي صلى اللّه عليه وسلم، والـمعنـيّ به غيره من أتبـاعه وأصحابه، كما قد بـينا فـيـما مضى قبل من أمر اللّه ، ولكن كان بأمر اللّه صادعا، وإلـى الـحق داعيا.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال قتادة.

٦٧٩٤ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {لا يَغُرّنّكَ تَقَلّبُ الّذِينَ كَفَرُوا فِـي البِلادَ} واللّه ما غروا نبـي اللّه ، ولا وكل إلـيهم شيئا من أمر اللّه ، حتـى قبضه اللّه علـى ذلك.

﴿ ١٩٦