٥٢

القول في تأويل قوله تعالى: {أُوْلَـَئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّه وَمَن يَلْعَنِ اللّه فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً }.

يعني جل ثناؤه بقوله: أولئك هؤلاء الذين وصف صفتهم أنهم أوتوا نصيبا من الكتاب وهم يؤمنون بالجبت والطاغوت، هم الذين لعنهم اللّه ،

يقول: أخزاهم اللّه فأبعدهم من رحمته بإيمانهم بالجبت والطاغوت وكفرهم باللّه ورسوله، عنادا منهم لله ولرسوله، وبقولهم: {للّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أهْدَى مِنَ الّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}. {وَمَنْ يَلْعَنِ اللّه }

يقول: ومن يخزه اللّه فيبعده من رحمته، {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرا}

يقول: فلن تجد له يا محمد ناصرا ينصره من عقوبة اللّه ولعنته التي تحلّ به فيدفع ذلك عنه¹ كما:

٧٨٢٨ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال كعب بن الأشرف وحيـي بن أخطب ما قالا، يعني من قولهما: (هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً)، وهما يعلمان أنهما كاذبان، فأنزل اللّه : {أُولَئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّه وَمَنْ يَلْعَنِ اللّه فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرا}.

﴿ ٥٢