٥٣القول في تأويل قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاّ يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً }. يعني بذلك جلّ ثناؤه: {أمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلْكِ} أم لهم حظّ من الملك، يقول: ليس لهم حظّ من الملك. كما: ٧٨٢٩ـ حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: {أمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلْكِ} يقول: لو كان لهم نصيب من الملك إذا لم يؤتوا محمدا نقيرا. ٧٨٣٠ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج: قال اللّه : {أمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ المُلْكِ} قال: فليس لهم نصيب من الملك، {فإذًا لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيرا} ولو كان لهم نصيب وحظّ من الملك، لم يكونوا إذًا يعطون الناس نقيرا من بخلهم. واختلف أهل التأويل في معنى النقير، فقال بعضهم: هو النقطة التي في ظهر النواة. ذكر من قال ذلك: ٧٨٣١ـ حدثني المثنى، قال: ثني عبد اللّه ، قال: ثني معاوية بن صالح، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: {نَقِيرا} يقول: النقطة التي في ظهر النواة. حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: النقير الذي في ظهر النواة. حدثني جعفر بن محمد الكوفي المروزي، قال: حدثنا عبيد اللّه ، عن إسرائيل، عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس، قال: النقير: وسط النواة. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: {فإذًا لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيرا} النقير: نقير النواة: وسطها. ٧٨٣٢ـ حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، قوله: {أمْ لَهُمْ نَصيبٌ مِنَ المُلْك فإذًا لا يُؤتُونَ النّاس نَقِيرا} يقول: لو كان لهم نصيب من الملك إذًا لم يؤتوا محمدا نقيرا، والنقير: النقطة التي في وسط النواة. ٧٨٣٣ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني طلحة بن عمرو أنه سمع عطاء بن أبي رباح، يقول: النقير: الذي في ظهر النواة. ٧٨٣٤ـ حدثني يحيـى بن أبي طالب، قال: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك ، قال: النقير: النقرة التي تكون في ظهر النواة. ٧٨٣٥ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن أبي مالك، قال: النقير: الذي في ظهر النواة. وقال آخرون: النقير: الحبة التي تكون في وسط النواة. ذكر من قال ذلك: ٧٨٣٦ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه : {نَقِيرا} قال: النقير: حبة النواة التي في وسطها. حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {فإذًا لا يُؤْتونَ النّاسَ نَقِيرا} قال: النقير: حبة النواة التي في وسطها. حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيـى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان بن سعيد، عن منصور، عن مجاهد قال: النقير في النوي. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج: أخبرني عبد اللّه بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول: النقير: نقير النواة الذي في وسطها. ٧٨٣٧ـ حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول: النقير: نقر النواة الذي يكون في وسط النواة. وقال آخرون: معنى ذلك: نقر الرجل الشيء بطرف أصابعه. ذكر من قال ذلك: ٧٨٣٨ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن يزيد بن درهم أبي العلاء، قال: سمعت أبا العالية، ووضع ابن عباس طرف الإبهام على ظهر السبابة ثم رفعهما وقال: هذا النقير. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن اللّه وصف هؤلاء الفرقة من أهل الكتاب بالبخل باليسير من الشيء الذي لا خطر له، ولو كانوا ملوكا وأهل قدرة على الأشياء الجليلة الأقدار. فإذ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بمعنى النقير أن يكون أصغر ما يكون من النقر، وإذا كان ذلك أولى به، فالنقرة التي في ظهر النواة من صغار النقر، وقد يدخل في ذلك كل ما شاكلها من النقر. ورفع قوله: {لا يُؤْتُونَ النّاسَ} ولم ينصب بـ(إذا)، ومن حكمها أن تنصب الأفعال المستقبلة إذا ابتدىء الكلام بها¹ لأن معها فاء، ومن حكمها إذا دخل فيها بعض حروف العطف أن توجه إلى الابتداء بها مرّة وإلى النقل عنها إلى غيرها أخرى، وهذا الموضع مما أريد بالفاء فيه النقل عن إذًا إلى ما بعدها، وأن يكون معنى الكلام: أم لهم نصيب فلا يؤتون الناس نقيرا إذًا. |
﴿ ٥٣ ﴾