٧١القول في تأويل قوله تعالى: {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً }. يعني بقوله جلّ ثناؤه: {يا أيّها الذين آمَنُوا} صدّقوا اللّه ورسوله، {خُذُوا حِذْرَكُمْ}: خذوا جُنتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوّكم لغزوهم وحربهم. {فانْفِرُوا} إليهم {ثُباتٍ} وهي جمع ثبة، والثبة: العصبة¹ ومعنى الكلام: فانفروا إلى عدوّكم جماعة بعد جماعة متسلحين، ومن الثّبة قول زهير: وَقدْ أغْدُوا على ثُبَةٍ كِرَامٍنَشاوَى وَاجِدينَ لِمَا نَشاءُ وقد تجمع الثبة على ثُبِين. {أوِ انْفِرُوا جَمِيعا} يقول: أو انفروا جميعا مع نبيكم صلى اللّه عليه وسلم لقتالهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: ٧٩٣٠ـ حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالح، قال: حدثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: {خُذُوا حِذْرَكُمْ فانْفِرُوا ثُباتٍ} يقول: عصبا، يعني: سرايا متفرّقين، {أوِ انْفِرُوا جَمِيعا} يعني كلكم. ٧٩٣١ـ حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول اللّه : {فانْفِرُوا ثُباتٍ} قال: فرقا قليلاً قليلاً. ٧٩٣٢ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {فانْفِرُوا ثُباتٍ} قال: الثبات: الفرق. حدثنا الحسين بن يحيـى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله. ٧٩٣٣ـ حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ: {فانْفِرُوا ثُباتٍ} فهي العصبة، وهي الثبة. {أوِ انْفِرُوا جَمِيعا} مع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم. ٧٩٣٤ـ حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {فانْفِرُوا ثُباتٍ} يعني: عصبا متفرّقين. |
﴿ ٧١ ﴾