٨٠القول في تأويل قوله تعالى: {مّنْ يُطِعِ الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّه وَمَن تَوَلّىَ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }. وهذا إعذار من اللّه إلى خلقه في نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم، يقول اللّه تعالى ذكره لهم: من يطع منكم أيها الناس محمدا، فقد أطاعني بطاعته إياه، فاسمعوا قوله، وأطيعوا أمره، فإنه مهما يأمركم به من شيء فمن أمري يأمركم، وما نهاكم عنه من شيء فمن نهيـي، فلا يقولن أحدكم: إنما محمد بشر مثلنا يريد أن يتفضل علينا! ثم قال جل ثناؤه لنبيه: ومن تولى عن طاعتك يا محمد، فأعرض عنه، فإنا لم نرسلك عليهم حفيظا، يعني حافظا لما يعملون محاسبا، بل إنما أرسلناك لتبين لهم ما نزل إليهم، وكفى بنا حافظين لأعمالهم ولهم عليها محاسبين. ونزلت هذه الاَية فيما ذكر قبل أن يؤمر بالجهاد. كما: ٧٩٧٩ـ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سألت ابن زيد عن قول اللّه : {فَمَا أرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظا} قال: هذا أول ما بعثه، قال: {إنْ عَلَيْكَ إلاّ البَلاغُ}، قال: ثم جاء بعد هذا يأمره بجهادهم والغلظة حتى يسلموا. |
﴿ ٨٠ ﴾