١٣٢القول في تأويل قوله تعالى: {وَللّهِ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَفَىَ بِاللّه وَكِيلاً }. يعني بذلك جلّ ثناؤه: ولله ملك جميع ما حوته السموات والأرض، وهم القيم بجميعه، والحافظ لذلك كله، لا يعزب عنه علم شيء منه، ولا يئوده حفظه وتدبيره. كما: ٨٤٨٨ـ حدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة: {وكَفَى باللّه وَكيلاً} قال: حفيظا. فإن قال قائل: وما وجه تكرار قوله: {ولِلّهِ ما فِي السّمَوَاتِ وما فِي الأرْضِ} في آيتين إحداهما في إثر الأخرى؟ قيل: كرّر ذلك لاختلاف معنى الخبرين عما في السموات والأرض في الاَيتين، وذلك أن الخبر عنه في إحدى الاَيتين ذكر حاجته إلى بارئه وغنى بارئه عنه، وفي الأخرى حفظ بارئه إياه به وعلمه به وتدبيره. فإن قال: أفلا قيل: وكان اللّه غنيا حميدا وكفى باللّه وكيلاً؟ قيل: إن الذي في الاَية التي قال فيها: {وكانَ اللّه غَنِيّا حَمِيدا} مما صلح أن يختم ما ختم به من وصف اللّه بالغني وأنه محمود ولم يذكر فيها ما يصلح أن يختم بوصفه معه بالحفظ والتدبير، فلذلك كرّر قوله: {ولِلّهِ ما فِي السّمَوَاتِ وَما فِي الأرْضِ}. |
﴿ ١٣٢ ﴾