١٣٣القول في تأويل قوله تعالى: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيّهَا النّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّه عَلَىَ ذَلِكَ قَدِيراً }. يعني بذلك جلّ ثناؤه: {إنْ يَشَأْ} اللّه أيها الناس {يُذْهِبْكُمْ} أي يذهبكم باهلاككم وإفنائكم. {وَيأْتِ بآخَرِين} يَقول: ويأت بناس آخرين غيركم، لمؤازرة نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم ونصرته. {وكانَ اللّه على ذَلِكَ قَدِيرا} يقول: وكان اللّه على إهلاككم وإفنائكم، واستبدال آخرين غيركم بكم قديرا، يعني: ذا قدرة على ذلك. وإنما وبخ جل ثناؤه بهذه الاَيات الخائنين الذين خانوا الدرع التي وصفنا شأنها، الذين ذكرهم اللّه في قوله: {وَلا تَكُنْ للخائِنِينَ خَصِيما} وحذّر أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم أن يكونوا مثلهم، وأن يفعلوا فعل المرتدّ منهم في ارتداده ولحاقه بالمشركين، وعرّفهم أن من فعل فعله منهم فلن يضرّ إلا نفسه ولن يوبق بردّته غير نفسه، لأنه المحتاج مع جميع ما في السموات وما في الأرض إلى اللّه ، واللّه الغنيّ عنهم. ثم توعدهم في قوله: {إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أيّها النّاسُ وَيأْتِ بآخَرينَ} بالهلاك والاستئصال إن هم فعلوا فعل ابن أبيرق طعمة المرتدّ، وباستبدال آخرين غيرهم بهم لنصرة نبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم وصحبته ومؤازرته على دينه، كما قال في الاَية الأخرى: {وَإنْ تَتَوَلّوْا يَسْتَبْدْل قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ}. وقد رُوي عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم أنها لما نزلت، ضرب بيده على ظهر سلمان، فقال: (هُمْ قَوْمُ هَذَا) يعني عجم الفرس كذلك. ٨٤٨٩ـ حُدثت عن عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم. وقال قتادة في ذلك بما: ٨٤٩٠ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: {إنْ يشأْ يُذْهِبْكُمْ أيّها النّاسُ وَيأْتِ بآخَرِينَ وكانَ اللّه على ذَلِكَ قَدِيرا} قادر واللّه ربنا على ذلك، أن يهلك من يشاء من خلقه، ويأتي بآخرين من بعدهم. |
﴿ ١٣٣ ﴾