١٦٨

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّ الّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ ...}.

يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: إنّ الذين جحدوا رسالة مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، وكفروا بـاللّه بجحود ذلك وظلـموا بـمقامهم علـى الكفر، علـى علـم منهم بظلـمهم عبـاد اللّه ، وحسدا للعرب، وبغيا علـى رسوله مـحمد صلى اللّه عليه وسلم، لَـمْ يَكُنِ اللّه لِـيَغْفِرَ لَهُمْ يعنـي: لـم يكن اللّه لـيعفو عن ذنوبهم بتركه عقوبتهم علـيها، ولكنه يفضحهم بها بعقوبته إياهم علـيها. وَلا لِـيَهْدِيَهُمْ طَرِيقا

يقول: ولـم يكن اللّه تعالـى ذكره لـيهدى هؤلاء الذين كفروا وظلـموا، الذين وصفنا صفتهم، فـيوفقهم لطريق من الطرق التـي ينالون بها ثواب اللّه ، ويصلون بلزومهم إياه إلـى الـجنة، ولكنه يخذلهم عن ذلك، حتـى يسلكوا طريق جهنـم.

﴿ ١٦٨