١٧٢القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {لّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ ...}. يعنـي جل ثناؤه بقوله: لَنْ يَسْتَنْكِفَ الـمَسِيحُ: لن يأنف ولن يستكبر الـمسيح أنْ يَكُونَ عَبْدا لله يعنـي: من أن يكون عبدا لله. كما: ٨٦٢٠ـ حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: لَنْ يَسْتَنْكِفَ الـمَسِيحُ أنْ يكُون عبدا لِلّهِ وَلا الـمَلائِكَةُ الـمُقّربُونَ: لن يحتشم الـمسيح أن يكون عبدا لله ولا الـملائكة. وأما قوله: وَلا الـمَلائِكَةُ الـمُقَرّبُونَ فإنه يعنـي: ولن يستنكف أيضا من الإقرار لله بـالعبودية، والإذعان له بذلك رُسُله الـمقرّبون الذين قرّبهم اللّه ورفع منازلهم علـى غيرهم من خـلقه. ورُوي عن الضحاك أنه كان يقول فـي ذلك ما: ٨٦٢١ـ حدثنـي به جعفر بن مـحمد البزوري، قال: حدثنا يعلـى بن عبـيد، عن الأجلـح، قال: قلت للضحاك: ما الـمقرّبون؟ قال: أقربهم إلـى السماء الثانـية. القول فـي تأويـل قوله تعالـى: وَمَنْ يَسْتَنْكفْ عَنْ عِبـادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَـيهِ جَمِيعا. يعنـي جل ثناؤه بذلك: ومن يتعظم عن عبـادة ربه، ويأنف من التذلل والـخضوع له بـالطاعة من الـخـلق كلهم، ويستكبر عن ذلك، فَسَيْحُشُرُهُمْ إلـيه جَمِيعا يقول: فسيبعثهم يوم القـيامة جميعا، فـيجمعهم لـموعدهم عنده. |
﴿ ١٧٢ ﴾