١٧٥القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فَأَمّا الّذِينَ آمَنُواْ بِاللّه وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مّسْتَقِيماً }. يعنـي بذلك جلّ ثناؤه: فأما الذين صدّقوا بـالله، وأقرّوا بوحدانـيته، وما بعث به مـحمدا صلى اللّه عليه وسلم من أهل الـملل وَاعْتَصَمُوا بِهِ يقول: وتـمسكوا بـالنور الـمبـين الذي أنزل إلـى نبـيه كما: ٨٦٢٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج وَاعْتَصَمُوا بِهِ قال: بـالقرآن. فَسَيُدْخِـلُهُمْ فِـي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ يقول: فسوف تنالهم رحمته التـي تنـجيهم من عقابه وتوجب لهم ثوابه ورحمته وجنته، ويـلـحقهم من فضله ما ألـحق أهل الإيـمان به والتصديق برسله. وَيهْدِيهِمْ إلَـيْهِ صِرَاطا مُسْتَقِـيـما يقول: ويوفقهم لإصابة فضله الذي تفضل به علـى أولـيائه، ويسدّدهم لسلوك منهج من أنعم علـيه من أهل طاعته، ولاقتفـاء آثارهم، واتبـاع دينهم. وذلك هو الصراط الـمستقـيـم، وهو دين اللّه الذي ارتضاه لعبـاده، وهو الإسلام. ونصب الصراط الـمستقـيـم علـى القطع من الهاء التـي فـي قوله (إلـيه). |
﴿ ١٧٥ ﴾