تفسير الطبري : جامع البيان عن تأويل آي القرآن

 للإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

 إمام المفسرين المجتهد (ت ٣١٠ هـ ٩٢٣ م)

_________________________________

سورة الأعراف

 مكية وآياتها ست وَمائتان

القول في تفسير السورة التي يذكر فيها الأعراف

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

القول في تأويل قوله تعالى: {الَمَصَ }.

قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قول اللّه تعالى: المص

فقال بعضهم: معناه: أنا اللّه أفضل. ذكر من قال ذلك:

١١١٩٩ـ حدثنا سفيان، قال: حدثنا أبي، عن شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس: المص: أنا اللّه أفضل.

١١٢٠٠ـ حدثني الحرث، قال: حدثنا القاسم بن سلام، قال: حدثنا عمار بن محمد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، في قوله: المص: أنا اللّه أفضل.

وقال آخرون: هو هجاء حروف اسم اللّه تعالى الذي هو المصوّر. ذكر من قال ذلك:

١١٢٠١ـ حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السديّ: المص قال: هي هجاء المصوّر.

وقال آخرون: هي اسم من أسماء اللّه أقسم ربنا به. ذكر من قال ذلك:

١١٢٠٢ـ حدثني المثنى، قال: حدثنا عبد اللّه بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: المص قسم أقسمه اللّه ، وهو من أسماء اللّه .

وقال آخرون: هو اسم من أسماء القرآن. ذكر من قال ذلك:

١١٢٠٣ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: المص قال: اسم من أسماء القرآن.

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله.

وقال آخرون: هي حروف هجاء مقطعة.

وقال آخرون: هي من حساب الجمّل.

وقال آخرون: هي حروف تحوي معاني كثيرة دلّ بها اللّه خلقه على مراده من ذلك.

وقال آخرون: هي حروف اسم اللّه الأعظم.

وقد ذكرنا كل ذلك بالرواية فيه، وتعليل كلّ فريق قال فيه قولاً. وأما الصواب من القول عندنا في ذلك بشواهده وأدلته فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

﴿ ١