٦١٢٢٧٧ـ حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: يُجادِلُونَكَ فِـي الـحقّ بَعْدَما تَبَـيّنَ كأنّـمَا يُساقُونَ إلـى الـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ قال: هؤلاء الـمشركون جادلوك فـي الـحق كأنـما يساقون إلـى الـموت حين يُدعون إلـى الإسلام، وهم يَنْظُرُونَ قال: ولـيس هذا من صفة الاَخرين، هذه صفة مبتدأة لأهل الكفر. ١٢٢٧٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن مـحمد، قال: ثنـي عبد العزيز بن مـحمد، عن ابن أخي الزهري، عن عمه، قال: كان رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفسر: كَأنّـمَا يُسَاقُونَ إلـى الـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ خروج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلـى العير. قال أبو جعفر: والصواب من القول فـي ذلك ما قاله ابن عبـاس وابن إسحاق، من أن ذلك خبر من اللّه عن فريق من الـمؤمنـين أنهم كرهوا لقاء العدوّ، وكان جدالهم نبـيّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن قالوا: لـم يعلـمنا أنا نلقـى العدوّ فنستعدّ لقتالهم، وإنـما خرجنا للعير. ومـما يدلّ علـى صحة قوله: وَإذْ يَعِدكُمُ اللّه إحْدَى الطّائِفَتَـيْنِ أنّها لَكُم وَتَوَدّونَ أنّ غيرَ ذَاتِ الشّوكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ففـي ذلك الدلـيـل الواضح لـمن فهم عن اللّه أن القوم قد كانوا للشوكة كارهين وأن جدالهم كان فـي القتال كما قال مـجاهد، كراهية منهم له، وأن لا معنى لـما قال ابن زيد، لأن الذي قبل قوله: يُجادِلُونَكَ فـي الـحَقّ خبر عن أهل الإيـمان، والذي يتلوه خبر عنهم، فأن يكون خبرا عنهم أولـى منه بأن يكون خبرا عمن لـم يجر له ذكر. وأما قوله: بَعْدَما تَبَـيّنَ فإن أهل التأويـل اختلفوا فـي تأويـله، فقال بعضهم: معناه: بعدما تبـين لهم أنك لا تفعل إلاّ ما أمرك اللّه . ذكر من قال ذلك. ١٢٢٧٩ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: حدثنا أحمد بن مفضل، قال: حدثنا أسبـاط، عن السديّ: بَعْدَما تَبَـيّنَ أنك لا تصنع إلاّ ما أمرك اللّه به. وقال آخرون: معناه يجادلونك فـي القتال بعدما أمرت به. ذكر من قال ذلك. ١٢٢٨٠ـ رواه الكلبـي، عن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس . وأما قوله كأنّـما يُساقُونَ إلـى الـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فإن معناه: كأن هؤلاء الذين يجادلونك فـي لقاء العدوّ من كراهتهم للقائهم إذا دعوا إلـى لقائهم للقتال يساقون إلـى الـموت. وبنـحو ما قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك. ١٢٢٨١ـ حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلـمة، قال قال ابن إسحاق: كأنّـما يُساقُونَ إلـى الـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ: أي كراهة للقاء القوم، وإنكارا لـمسير قريش حين ذكروا لهم. |
﴿ ٦ ﴾