٦٦

القول في تأويل قوله تعالى:{لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَآئِفَةً بِأَنّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }.

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم: قل لهؤلاء الذين وصفت لك صفتهم: لا تَعْتَذِرُوا بالباطل، فتقولوا كنا نخوض ونلعب. قَدْ كَفَرْتُمْ

يقول: قد جحدتم الحقّ بقولكم ما قلتم في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والمؤمنين به بَعْدَ إيمَانِكُمْ

يقول: بعد تصديقكم به وإقراركم به. إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذّبْ طائِفَةً وذُكر أنه عنى بالطائفة في هذا الموضع رجل واحد.

وكان ابن إسحاق يقول فيما:

١٣٢٢٧ـ حدثنا به ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: كان الذي عفي عنه فيما بلغني مخشي بن حمير الأشجعي حليف بني سلمة، وذلك أنه أنكر منهم بعض ما سمع.

١٣٢٢٨ـ حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا زيد بن حبان، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب: إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ قال: طائفة: رجل.

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك،

فقال بعضهم: معناه: إن نَعْفُ عن طائفة منكم بإنكاره ما أنكر عليكم من قبل الكفر، نعذّب طائفة بكفره واستهزائه بآيات اللّه ورسوله. ذكر من قال ذلك:

١٣٢٢٩ـ حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: قال بعضهم: كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث، فيسير مجانبا لهم، فنزلت: إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذّبْ طائِفَةً فسمي طائفة وهو واحد.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن تتب طائفة منكم فيعفو اللّه عنه، يعذّب اللّه طائفة منكم بترك التوبة.

وأما قوله: إنّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ فإن معناه: نعذّب طائفة منهم باكتسابهم الجرم، وهو الكفر بالله، وطعنهم في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

﴿ ٦٦