١٠القول فـي تأويـل قوله تعالـى:{وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرّآءَ مَسّتْهُ لَيَقُولَنّ ذَهَبَ السّيّئَاتُ عَنّيَ إِنّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }. يقول تعالـى ذكره: ولئن نـحن بسطنا للإنسان فـي دنـياه، ورزقناه رخاء فـي عيشه، ووسعنا علـيه فـي رزقه وذلك هي النعم التـي قال اللّه جلّ ثناؤه: وَلَئِنْ أذَقْناهُ نَعْماءَ. وقوله: بَعْدَ ضَرّاءَ يقول: بعد ضيق من العيش كان فـيه وعسرة كان يعالـجها. لَـيَقُولَنّ ذَهَبَ السّيّئاتُ عَنّـي يقول تعالـى ذكره: لـيقولنّ عند ذلك: ذهب الضيق والعسرة عنـي، وزالت الشدائد والـمكاره. إنّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ يقول تعالـى ذكره: إن الإنسان لفرح بـالنعم التـي يُعطاها مسرور بها فخور، يقول: ذو فخر بـما نال من السعة فـي الدنـيا وما بسط له فـيها من العيش، وينسي صروفها ونكد العوارض فـيها، ويدع طلب النعيـم الذي يبقـي والسرور الذي يدوم فلا يزول. ١٣٩٨٤ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قوله: ذَهَبَ السّيّئاتُ عَنّـي غرّة بـاللّه وجراءة علـيه. إنّهُ لَفَرِحٌ واللّه لا يحبّ الفرحين، فَخُورٌ بعد ما أعطي اللّه ، وهو لا يشكر اللّه . |
﴿ ١٠ ﴾