١٢القول فـي تأويـل قوله تعالـى:{فَلَعَلّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىَ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ ...}. يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى اللّه عليه وسلم: فلعلك يا مـحمد تارك بعض ما يوحي إلـيك ربك أن تبلغه من أمرك بتبلـيغه ذلك، وضائق بـما يوحي إلـيك صدرك فلا تبلغه إياهم مخافة أنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَـيْهِ كَنْزٌ أوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ له مصدّق بأنه لله رسول. يقول تعالـى ذكره: فبلغهم ما أوحيته إلـيك، فإنك إنّـمَا أنْتَ نَذِيرٌ تنذرهم عقابـي وتـحذّرهم بأسي علـى كفرهم بـي، وإنـما الاَيات التـي يسألونكها عندي وفـي سلطانـي أنزلها إذا شئت، ولـيس علـيك إلا البلاغ والإنذار. وَاللّه علـى كُلّ شَيْءٍ وَكِيـلٌ يقول: واللّه القـيـم بكلّ شيء وبـيده تدبـيره، فـانفذ لـما أمرتك به، ولا يـمنعك مسألتهم إياك الاَيات من تبلـيغهم وحيـي والنفوذ لأمري. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال بعض أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: ١٣٩٨٦ـ حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، قال: قال اللّه لنبـيه: فَلَعَلّكَ تَارِكٌ بَعضَ ما يُوحَى إِلِـيْكَ أن تفعل فـيه ما أمرت وتدعو إلـيه كما أرسلت، قالوا: لَوْلا أُنْزِلَ عَلَـيْهِ كَنْزٌ لا نرى معه مالاً، أين الـمال؟ أوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ينذر معه، إنّـمَا أنْتَ نَذِيرٌ فبلغ ما أمرت. |
﴿ ١٢ ﴾