٧

وقوله: وَتـحْمِلُ أثقالَكُمْ إلـى بَلَدٍ لَـمْ تَكُونُوا بـالغِيهِ إلاّ بِشِقّ الأنْفُس

يقول: وتـحمل هذه الأنعام أثقالكم إلـى بلد آخر لـم تكونوا بـالغِيهِ إلا بجهد من أنفسكم شديد ومشقة عظيـمة. كما:

١٦٢١٧ـ حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا شريك، عن جابر، عن عكرمة: وَتَـحْمِلُ أثْقالَكُمْ إلـى بَلَدٍ لَـمْ تَكُونُوا بـالِغِيهِ إلاّ بِشِقّ الأنْفُسِ قال: لو تكلفونه لـم تبلغوه إلا بجهد شديد.

حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة: إلـى بَلَدٍ لَـمْ تَكُونُوا بـالِغيهِ إلاّ بِشِقّ الأنْفُسِ قال: لو كلفتـموه لـم تبلغوه إلا بشقّ الأنفس.

١٦٢١٨ـ حدثنـي الـمثنى، قال: حدثنا الـحِمانـي، قال: حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة: إلـى بَلَدٍ لَـمْ تَكُونوا بـالِغِيهِ إلاّ بِشقّ الأنْفُسِ قال: البلد: مكة.

١٦٢١٩ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحرث، قال: حدثنا الـحسن، قال: حدثنا ورقاء وحدثنـي الـمثنى، قال: أخبرنا أبو حُذيفة، قال: حدثنا شبل وحدثنـي الـمثنى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدثنا عبد اللّه ، عن ورقاء جميعا، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، فـي قول اللّه :إلاّ بِشِقّ الأنْفُسِ قال: مشقة علـيكم.

حدثنا القاسم، قال: حدثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، مثله.

١٦٢٢٠ـ حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وَتـحْمِلُ أثْقالَكُمْ إلـى بَلَدٍ لَـمْ تَكُونُوا بـالِغيهِ إلاّ بِشِقّ الأنْفُسِ

يقول: بجهد الأنفس.

حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: حدثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، بنـحوه.

واختلفت القرّاء فـي قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار بكسر الشين: إلاّ بِشِقّ الأنْفُسِ سوى أبـي جعفر القارىء، فإن:

١٦٢٢١ـ الـمثنى حدثنـي، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبـي حماد، قال: ثنـي أبو سعيد الرازي، عن أبـي جعفر قارىء الـمدينة، أنه كان يقرأ: (لَـمْ تَكُونُوا بـالِغيهِ إلاّ بِشَقّ الأنْفُسِ) بفتـح الشين، وكان

يقول: إنـما الشقّ: شقّ النفس. وقال ابن أبـي حماد: وكان معاذ الهرّاء

يقول: هي لغة، تقول العرب بشقّ وبشِقّ، وبرَق وبرِق.

والصواب من القراءة فـي ذلك عندنا ما علـيه قرّاء الأمصار وهي كسر الشين، لإجماع الـحجة من القرّاء علـيه وشذوذ ما خالفه. وقد يُنشد هذا البـيت بكسر الشين وفتـحها، وذلك قول الشاعر:

وذِي إبِلِ يَسْعَى وَيحْسِبُها لَهُأخِي نَصَبٍ مِنْ شَقّها ودُءُوبِ

و (من شِقّـيها) أيضا بـالكسر والفتـح وكذلك قول العجاج:

(أصبحَ مَسْحُولٌ يُوَازِي شَقّا )

و (شِقّا) بـالفتـح والكسر. و يعني ب قوله: (يوازي شَقّا) : يقاسي مشقة. وكان بعض أهل العربـية يذهب بـالفتـح إلـى الـمصدر من شققت علـيه أشقّ شقّا، وبـالكسر إلـى الاسم. وقد يجوز أن يكون الذين قرءوا بـالكسر أرادوا إلا بنقص من القوّة وذهاب شيء منها حتـى لا يبلغه إلا بعد نقصها، فـيكون معناه عند ذلك: لـم تكونوا بـالغيه إلا بشقّ قوى أنفسكم وذهاب شقها الاَخر. ويحكى عن العرب: خذ هذا الشّقّ: لشقة الشاة بـالكسر، فأما فـي شقت علـيك شَقّا فلـم يحك فـيه إلا نصب.

وقوله: إنّ رَبّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيـمٌ

يقول تعالـى ذكره: إن ربكم أيها الناس ذو رأفة بكم ورحمة من رحمته بكم، خـلق لكم الأنعام لـمنافعكم ومصالـحكم، وخـلق السموات والأرض أدلة لكم علـى وحدانـية ربكم ومعرفة إلهكم، لتشكروه علـى نعمة علـيكم، فـيزيدكم من فضله.

﴿ ٧