٢

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّآ }.

اختلف أهل العربـية فـي الرافع للذكر، والناصب للعبد، فقال بعض نـحويـي البصرة فـي معنى ذلك كأنه قال: مـما نقصّ علـيك ذكر رحمة ربك عبده، وانتصب العبد بـالرحمة كما تقول: ذكر ضرب زيد عمرا. وقال بعض نـحويـي الكوفة: رفعت الذكر بكهيعص، وإن شئت أضمرت هذا ذكر رحمة ربك، قال: والـمعنى ذكر ربك عبده برحمته تقديـم وتأخير.

قال أبو جعفر: والقول الذي هو الصواب عندي فـي ذلك أن يقال: الذكر مرفوع بـمضمر مـحذوف، وهو هذا كما فعل ذلك فـي غيرها من السور، وذلك كقول اللّه : بَرَاءَةٌ مِنَ اللّه وَرَسُولِهِ وك قوله: سُورَةٌ أنْزَلْناها ونـحو ذلك. والعبد منصوب بـالرحمة، وزكريا فـي موضع نصب، لأنه بـيان عن العبد، فتأويـل الكلام: هذا ذكر رحمة ربك عبده زكريا.

﴿ ٢